نظمت مؤخرا مجموعة من الباعة الجائلين وقفة احتجاجية أمام مقر بلدية بنسليمان. و تأتي هذه الحركة الاحتجاجية التي أطرتها «جمعية المبادرة الحرة» كرد فعل على تنصل المسؤولين بالسلطات المحلية و بالمجلس البلدي من الالتزامات و الوعود التي قدمت للجمعية من أجل تخصيص فضاء لتنظيم الباعة الجائلين الذين كانوا يتخذون من فضاء سينما « المنزه» و مدرسة الفارابي مكانا لعرض سلعهم و مبيعاتهم. و قد تم تنظيم هؤلاء في إطار الجمعية المذكورة، حيث قامت هذه الأخيرة مباشرة بعد تأسيسها بدراسة ميدانية للسوق العشوائي الذي كانت تقام فيه أنشطة الباعة و قررت وضع مشروع لدى الجهات المعنية قصد هيكلتهم، حيث تقدمت في هذا الإطار بطلب دعم و الاستفادة من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و راسلت أيضا وزارة التنمية الاجتماعية و الأسرة و التضامن من أجل الحصول على شراكة لتنفيذ المشروع. و قد تم توقيع هذه الشراكة في أواخر سنة 2008 مع الوزارة المذكورة التي خصصت غلافا ماليا قدره 281250 درهما قصد تنظيم الباعة المنضمين لجمعية المبادرة الحرة، حصلت هذه الأخيرة على إثر ذلك و بعد موافقة السلطات المحلية على 50% من هذا المبلغ الممنوح من طرف وزارة التنمية الاجتماعية، أي ما يعادل 140000 درهم. و مباشرة بعد ذلك قامت الجمعية بإحصاء عدد المستفيدين في المرحلة الأولى، حيث بلغ العدد 60 مستفيدا. و عمدت إلى اقتناء خيام عصرية خاصة بالباعة الجائلين بالمبلغ المالي المحصل عليه. لكن مفاجأة هؤلاء كانت كبيرة، فقد تم منع الباعة من إقامة تلك الخيام العصرية بفضاء سينما المنزه من طرف السلطات المحلية. الشيء الذي اضطر معه مكتب الجمعية إلى الاتصال بالمسؤولين بالمجلس البلدي الذين باركوا هذا المشروع لكن دون تقديم المساعدة و تسهيل عملية إقامة سوق نموذجي لهؤلاء الباعة من خلال تخصيص فضاء و مساحة لإقامة الخيام العصرية و عرض المبيعات والسلع بشكل منظم، حيث طالب رئيس المجلس البلدي الجمعية بتغيير المكان لأن فضاء سينما «المنزه» حسب تصريحه، سيخصص لإنجاز مشاريع أخرى، مشيرا في نفس الوقت إلى أن البلدية ستقوم باقتناء بقعة أرضية من الملك الغابوي تبلغ مساحتها حوالي 5 هكتارات بالقرب من الحي الحسني و سيخصص جزء منها لمشروع هيكلة و تنظيم الباعة الجائلين. و هو نفس الاتفاق الذي تم في اجتماع رسمي يوم 30/03/2011 بين الجمعية المذكورة و السلطات المحلية و بلدية بنسليمان بحضور ممثل عن الأمن الوطني. لكن لا شيء تحقق من ذلك ، حيث مازال المشروع متوقفا، علما بأن المبلغ المالي الممنوح من طرف وزارة التنمية الاجتماعية و الأسرة و التضامن قد تم صرفه في اقتناء خيام عصرية للباعة. مما يدفع إلى طرح تساؤلات عديدة حول موافقة السلطات المحلية على هذا الدعم دون تخصيص مكان أو فضاء بالمدينة لتنظيم الباعة الجائلين؟ و تجدر الإشارة إلى أن جمعية المبادرة الحرة بعد أن يئست من أسلوب المماطلة و التسويف و كذا اللامبالاة من طرف المسؤولين بالبلدية، قامت مؤخرا بمراسلة عامل الإقليم من أجل التدخل لإيجاد حل لهذا لمشكل المتعلق بتنظيم الباعة الجائلين في سوق نموذجي و عصري و ذلك بتخصيص فضاء خاص بهم.