يأبى الزميل عبد النبي المساوي، مصور جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، الذي سيقم معرضا فوتواغرفيا يوم الخميس 16 ماي الجاري بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء، إلا أن يدخل تاريخ الصورة، مغربيا، من بابه الواسع، وذلك ليس فقط من خلاله التقاطه اليومي لصور تسجل لأحداث ومواقف فردية وجماعية لما يعرفه المواطن والمجتمع من قضايا ووقائع تكون عدسة الزميل الموساوي في استعداد دائم لالتقاطها، حتى يؤثث بها المحرر الصحفي مقاله، ولكن كذلك، وهذا ما يميز الزميل عبد النبي عن غيره من الصحفيين المصورين، تفكيره في تخليد ذكرى بعض الأحداث، أليمة كانت أو مسلية أو فكرية.. لأشخاص وجماعات عرفها المجتمع المغربي، ومنها الأحداث المؤلمة ل 16 ماي 2003 التي ذهب ضحيتها 54 مواطناً ومواطنة من مختلف الأعمار قتلوا أشد قتل بدون ارتكابهم لأدنى ذنب أو خطيئة. نعم، لقد أسالت تفجيرات 16 ماي الإرهابية مداداً كثيراً طيلة سنة بكاملها تابعت خلالها الصحافة التي كانت حاضرة بمختلف الأمكنة التي كانت مسرحاً لقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وكان الزميل الموساوي حاضراً مثل غيره من الصحفيين المصورين، والمصورين بالمناسبات، وغطت صفحات كل الجرائد صوراً للمذبحة، وتابعت الصحافة مجريات البحث الذي قامت به الشرطة القضائية المختصة، وعمليات إلقاء القبض والتحقيق، فالمحاكمة. لكن يبقى الزميل عبد المساوي متميزاً كعادته، إذ فكر في الذكرى لعل الذكرى تنفع المومنين بما تحمله من آلام، ولكن كذلك بما تفرضه من آمال لنا جميعاً في أن يحمل المسؤولون في هذا الوطن على تفادي تكرار مثل هذه الجرائم، وذلك بالاهتمام الفعلي والفعال للقضاء على مسبباتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية... إن الصور التي التقتطها عين المساوي سجلت في نفس الوقت 2003 واقعاً أليماً، وها هي اليوم، تذكرنا حتى يتحمل كل واحد منا المسؤولية أمام الله وأمام الوطن. إن حب المساوي لمهنته التي اختارها عن طواعية منذ نعومة أظافره، وهو المزداد والمترعرع في أزقة المدينة القديمة وما تحمله من ذكريات لأبنائها الذين حاربوا المستعمر وبنوا الديمقراطية في هذا الوطن بحرياتهم، هو ما جعل عبد النبي يفضل مهنة المتاعب عن التجارة التي كان يمارسها وهو يافع، وقد وجد في جريدة «الاتحاد الاشتراكي» ضالته، فاستقر وأنتج فيها فأبدع. لن أتحدث عن معاناة المصور الصحفي لالتقاط صورة تؤكد بدون شك واقعة ما، فهذا مجال لابد على الدولة أن تستمع فيه للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، ولكني أقول لأخي عبد النبي تابع مسيرتك، فأمثالك بتذكيرهم لنا جميعاً تجعلنا نفكر في مستقبل هذا الوطن. لقد قام الزميل المساوي بمجهود وعمل وطني، فهل سيجد محتضناً له؟