قررت المخابرات الإسبانية طرد إمام وناشط جمعوي مغربي يقطن ببرشلونة منذ 14 سنة بتهمة التعامل مع مخابرات دولة أجنبية. وذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن قرار الطرد يتضمن اتهامات للمواطن المغربي نور الدين ب« تهديد الأمن الوطني» و«التعامل مع مخابرات أجنبية منذ سنة 2000 »، وهو ما اعتبرته ذات المصادر إشارة إلى المخابرات المغربية «المديرية العامة للوثائق والمستندات» المعروفة اختصارا ب«لادجيد» وكانت الشرطة الإسبانية قد استدعت المواطن المغربي في 3 ماي الجاري حيث جرى استجوابه وقضى ليلة بالسجن، كما تم إبلاغه بقرار الطرد، الذي حسب محاميته، يمكن أن يتم تنفيذه في أية لحظة، وفي موعد أقصاه الثلاثاء القادم. كما اتهمت المخابرات الإسبانية المواطن المغربي بالتقرب من جماعات سلفية وتمويل مشاريع لها، وهو ما اعتبرته تهديدا بنشر الفكر المتطرف في إسبانيا. غير أن حزب الوفاق الديموقراطي الكاطلاني، الذي يطالب باستقلال كاطالونيا عن إسبانيا احتج على هذا القرار، كما احتجت عليه مؤسسة «نوس كاطالان» التي تنشط في أوساط المهاجرين بكاطالونيا وتحاول ضمهم إلى صفوف المطالبين باستقلال الإقليم. وقالت مؤسسة « نوس كاطالان» في بلاغ لها إن قرار المخابرات الإسبانية القاضي بطرد المواطن المغربي محاولة لتخويف النشطاء الأجانب الذين بدأوا يتعاطفون مع المطالب القومية الكاطالونية. وحسب «إيل باييس»، فإن الإمام المغربي ألقى عدة خطب في المساجد بكاطالونيا يوضح فيها إيجابيات استقلال الإقليم عن إسبانيا، وهو ربما ما أثار حفيظة المخابرات الإسبانية، واعتبرت ذات الجريدة أن اتهام المواطن المغربي، ضمنيا دون الإشارة إلى ذلك بالاسم، بالتعامل مع المخابرات المغربية ومع جماعات سلفية لا يستقيم، حيث لا يعقل أن تجند لادجيد عميلا يتعامل مع أطراف تحاربها، مما يرجح الاحتمال الثاني، وهو الانزعاج الذي أصبحت تشعر به المخابرات الإسبانية من التقارب بين النشطاء من أصل أجنبي والقوميين الكاطالونيين.