فرجة بصرية جديدة، ستدوم شهرا كاملا، أصبح رواد ساحة جامع الفنا يتمتعون بها منذ يوم 28 أبريل الماضي. إنها عبارة عن فسيفساء جماعية كبيرة الحجم، مكونة من خمسين لوحة تشكيلية ومعروضة في هواء الجامع الطلق. الفسيفساء هذه ثمرة تركيبية لمنجز خمسين فنانا تشكيليا، مغربيا وأجنبيا (أوكرانيا، السويد، إيطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية، الجزائر وروسيا)، شاركوا في فعاليات الدورة الرابعة من تظاهرة فضاء الناس التي نظمتها «الجمعية الوطنية للفنون التشكيلية» في الساحة التاريخية ما بين 62 و28 من أبريل. وكان التشكيليون المشاركون قد أنجزوا أعمالهم في حضرة الجمهور، داخل خيام مفتوحة نصبت لهذه الغاية، مترجمين بذلك شعار القرب من أوسع الفئات، وخاصة تلك التي تتبرم من ولوج فضاءات المعارض التشكيلية المغلقة، وساعين إلى تكسير طوق النخبوية عن الفنون الموسومة بالجميلة. ولعل الإقبال الجماهيري الواسع على متابعة إنجاز الفنانين لأعمالهم في مراسمهم المفتوحة في الساحة، وكذلك الاهتمام الذي تناله الفسيفساء منذ نصبها على واجهة المقر السابق لبنك المغرب، عربون على تعطش المغاربة إلى اكتشاف التشكيل والحوار مع أهله، ودعوة إلى عتقه من القاعات المغلقة ليصير في متناول الجميع، بغض النظر عن السن، أو الانتماء الاجتماعي، أو المستوى المعرفي أو مدى تذوق اللوحة وملحقاتها. وهذا بالذات هو أحد رهانات الدورة، بالإضافة إلى «تحويل ساحة جامع الفنا، ذات الأبعاد الحضارية العميقة والعريقة، ليس على الصعيد المحلي فقط، بل على الصعيد الكوني، إلى متحف في الهواء الطلق حتى تصبح جامعا للفن»، وهو ما حققته الدورة وتستمر في تحقيقه الفسيفساء المعروضة.