تحت شعار"الذكرى الذهبية"، تحتضن ساحة جامع الفنا، القلب النابض لمدينة مراكش، تظاهرة فنية تحت اسم "فضاء الناس" يشارك فيها 50 فنانا تشكيليا من مختلف الجنسيات، تخليدا لذكرى مرور خمسين سنة على ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتأكيدا للروابط القوية التي تجمع بين العرش والشعب المغربي بمختلف مكوناته. من المنتظر أن تعطي هذه التظاهرة الفنية، التي ستنطلق بعد غد الجمعة، وتتواصل على مدى ثلاثة أيام، والمنظمة في دورتها الرابعة من طرف الجمعية الوطنية للفنون التشكيلية، بعدا آخر لجامع الفنا، ملتقى الثقافات والحضارات، وتحولها من ساحة تعاني من اندثار فن الحلقة، إلى فضاء يعيد رد الاعتبار إلى الفن والفرجة الحقيقية، عبر عرض أعمال خمسين فنانا تشكيليا، يمثلون مختلف مدن المملكة، ودول الجزائر والسينغال، وكندا، وسويسرا، وإيطاليا، وروسيا، إذ سيجعلون من ساحة جامع الفنا ساحة الفن والمتعة الحقيقية. وتشكل التظاهرة الفنية التي سيجري تنظيمها في خيام أعدت خصيصا للتظاهرة لإضفاء جمالية إضافية على الساحة، فرصة لتقريب الجمهور بمختلف شرائحه وميولاته، من الفن التشكيلي. ويتوخى المنظمون من التظاهرة، التأكيد على الدور الكبير الذي تلعبه الفنون التشكيلية في التنمية البشرية، وتقوية روح المواطنة، إضافة إلى غرس قيم الابتكار والإبداع والجمال في المواطن المغربي، والإسهام في نهضة وإنعاش السياحة الثقافية عن طريق الفنون التشكيلية، باعتبارها لغة كونية وأداة للتواصل بامتياز، وتكريس التظاهرة كتقليد سنوي، وتجميع الأعمال المنجزة سنويا في أفق خلق متحف فعلي بمراكش، فضلا عن إرضاء تطلع الجمهور المغربي إلى التعرف عن قرب على فنانيه، لأن التظاهرة تعطي الجمهور فرصة الولوج المباشر إلى عالم الفن والفنانين. وقال عبد اللطيف الزين، رئيس الجمعية الوطنية للفنون التشكيلية، إن اختيار ساحة جامع الفنا كفضاء لعرض هذه التظاهرة، جاء بالنظر إلى كون الساحة تجمع العديد من الفنون المتنوعة، إضافة إلى كون مدينة مراكش تعرف أنواعا أخرى من الفنون المعاصرة التي ينبغي أن يذاع لها صيت من قلب الساحة العالمية، حتى نتمكن من إضفاء أسلوب فني جديد سيخرج ساحة جامع الفنا من طابعها الاعتيادي إلى طابع فني فرجوي سيعرض أمام أنظار الناس. وأضاف الزين، في ندوة صحفية عقدها مساء أول أمس الاثنين، لتسليط الضوء على فعاليات الدورة الرابعة ل"فضاء الناس"، أن فكرة دعوة خمسين فنانا للمشاركة في هذه التظاهرة، يقترن بحدث ذكرى ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبالتالي فإن اختيار هذا العدد من الفنانين التشكيليين، له رمزية فنية وأدبية، ستعيش على إيقاعها ساحة جامع الفنا خلال ثلاث أيام. وأوضح الزين أن هناك عدة تيارات ستشارك في هذه التظاهرة، تتنوع بين التيار الواقعي والشبه واقعي والتجريدي، وغيرها من التيارات الفنية الأخرى، من أجل تقريبها من الجمهور المتنوع. وأشار رئيس الجمعية الوطنية للفنون التشكيلية إلى أن الجمعية قررت استدعاء ثمانية فنانين تشكيليين مراكشيين، للمشاركة في هذه التظاهرة، من أجل عرض أعمالهم بالهواء الطلق رفقة باقي المشاركين، على شكل فسيفساء جامعة للأعمال الخمسين، سيجري عرضها طيلة شهر كامل، أمام المقر السابق لبنك المغرب بساحة جامع الفنا.