هل أضحى فريق الدفاع الحسني الجديدي في حاجة ماسة إلى وصفة سحرية لإنقاذه كل سنة من براتين فرق المؤخرة التي تصارع من أجل البقاء بقسم الصفوة ؟ هل أصبح فريق الدفاع الحسني الجديدي في حاجة ماسة للدخول إلى قاعة العمليات التي يتم فتحها في عمالة الإقليم وتحضير المشاريط نهاية كل موسم لإنقاذ الفريق فيما يشبه إجراء العملية القيصرية المحفوفة بالمخاطر؟ هل أصبح فريق الدفاع الحسني الجديدي مختبر تجارب لبعض الأسماء المغمورة التي تساهم في إغراق الفريق ماديا ومعنويا وهو يصارع النزول إلى الأقسام السفلى ؟ من يشرف على فريق الدفاع الحسني الجديدي ومن يسيره ؟وهل يتوفر الفريق على مكتب مسير يشبه جميع المكاتب المسيرة التي تشرف على فرق بسيطة مثل فرق الهواة ؟ وهل يتم تدبير مالية الفريق وفق برنامج محدد مسبقا بسمة المخطط المتحرك السنوي ؟ كم بلغت انتدابات الفريق خلال الميركاتو الشتوي و الصيفي ؟ ومن هو المسير الفعلي للفريق ؟ هذه الإسئلة وغيرها ستكون موضوع إبحارنا لسبر أغوار فريق عريق ساهم في تأسيسه أبناء المدينة من لاشئ وأوصله آخرون إلى مصاف الفرق الكبرى في الوقت الذي أسقطه حاليون وسط جبال من المشاكل، بل قادوه إلى الإنهيار التام رغم استقراره المالي. انتدابات فاشلة تستوجب المحاسبة «النهار الزين كيبان من صباحو»، هي ذي المقولة التي تنطبق على الإنتدابات الفاشلة التي قام بها مسؤولو الدفاع الحسني الجديدي خلال الموسم الحالي كان أبرزها صفقة انتقال ليجي من أحد الأندية المغمورة بالقسم الثاني بجمهورية مصر، حيث كان يخضع للبطالة المقنعة بعد توقف البطولة المصرية جراء الأحداث التي عرفتها . قيل أنه شبيه كارل ماكس داني، بل أحسن منه وهو اللاعب الذي كلف خزينة الفريق أزيد من 270 مليون سنتيم دفعة واحدة، وسافر 5 أعضاء من المكتب المسير بالتمام والكمال إلى مصر لإتمام الصفقة، ونقل هذا الإكتشاف العظيم الذي لم تكتشفه لا الزمالك ولا الأهلي، كما أن عيون وسطاء اللاعبين المغاربة والأجانب أخطأته ولم يصبه إلا حدس مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي. وهو لاعب تبلغ قيمته المالية مايناهز ثلاثة ملايين درهم، لم يستطيع تسجيل أكثر من هدفين، هو اللاعب الدولي الذي يحمل شارة المنتخب التشادي ياحسرتاه أما باقي الإنتدابات فقد كانت عبارة عن قطع غيار منتهي الصلاحية، زهير العروبي، الحارس الذي ومنذ أن وقع العقد الإحترافي مع الجديدة ولعنة الإصابات تطارده . في الوقت الذي كان الفريق يتوفر على حارسين لم يمنحهما أي من المدربين الذين تعاقبوا على الدفاع ، فرصة حراسة عرين الجديدة، ويتعلق الأمر بالحارسين حميد النادي، النتاج الخالص للفريق والحسين زنا القادم من وفاق بوزنيقة منذ سنتين خلت والذي كلف الفريق أزيد من 50 مليون سنتيم . أما الخطأ الفادح الذي ارتكبه المكتب المسير هو تجديد عقد الحارس أيوب لاما الذي يبلغ 38 سنة لمدة ثلاث سنوات بمنحة سنوية وأجر شهري خياليين . ولإقفال اللائحة التي تتعلق بالميركاتو الصيفي تم التوقيع للمهدوفي 30 سنة والمصاب الذي لم يلعب طيلة موسم 2011 - 2012 بمبلغ مالي خيالي إضافة لسمير أيت بيهي. واللاعب الإفريقي ديارا المصاب بكسر والذي لم يلعب طيلة الموسم الحالي. أما الميركاتو الشتوي ،فقد كان كارثيا ، إذ تم جلب كل من حسن الصواري الذي لم يلعب أكثر من مقابلتين وهو الآن مصاب منذ أكثر من شهرين في الوقت الذي تخلص منه الفريق البركاني . كما تم استقدام كارل ماكس بأزيد من 12 مليون سنتيم للمقابلة الواحدة، نظرا للمقابلات التي لعبها لحد الآن ولم يعط أية إضافات تذكر بالنسبة للفريق، باستثناء بطاقة حمراء تلقاها قبل أسبوعين، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد كانت صفقة جواد غريب ومحسن عبد المومن هي الأخرى دون فائدة تذكر، بإستثناء تكليف خزانة الفريق أزيد من نصف مليار. فمن يتحمل مسؤولية هاته الإنتدابات، هل الطاقم التقني ؟أم المكتب المسير وبمعيته طبيب الفريق الذي أضحى هو الآخر في فترة معينة مختصا في الرد على المقالات الصحافية . الميلاني الذي حقق ذهابا محترما وهاجمه الحياح ومن معه كانت النقطة التي أفاضت الكأس خلال الأياب هو التخلي عن الربان محمد جواد الميلاني الذي كان الفريق معه يحتل الرتبة الخامسة، إلا أن الحياحة لم يتركوه يعمل. فكما حدث للمدربين جمال السلامي وعبد الرحيم طالب وبراتشي، حدث مع الميلاني، فقد كان يتعرض لوابل من السب والشتم بملعب العبدي تحت إشراف الحياح الذي كان يلعب بوجهين، حيث تعرض الميلاني لإعتداء إجرامي بملعب قصبة تادلة دون أن يتضامن معه أي من مكونات الفريق، وظل على هذا الحال إلى أن تم التخطيط للإطاحة به عندما تمت برمجة مقابلة بين الدفاع الجديدي وأولمبيك ليون في إطار شبه سياحي في الوقت الذي كان فيه الميلاني يحضر لمقابلة الرجاءالبيضاوي، إلا أن تداخل المصالح فضل فيه المكتب مقابلة ليون التي تعادل فيها الفريق بقيادة مساعد المدرب فتوي الشريف وشهدت التوقيع لحسن مومن على الهواء بمحضر مغني الراي بلال، وهي اللحظة الذي أجبر فيها الميلاني على الرحيل بتدخل من عامل الإقليم الذي سوى مستحقاته المالية وغادر الجديدة وفي نفسه غصة غير قابلة للشفاء . مباشرة بعد رحيل الميلاني تسلم حسن مومن زمام الأمور، وقيل أن الفريق وضع نفسه فوق السكة الصحيحة وبدأت عناصر المكتب، التي لم يسبق أن وطأت الملعب، تزور اللاعبين أثناء التداريب ومن بينهم الرئيس الذي لم يحضر لأكثر من مقابلتين وتوارى عن الأنظار، إلا أنه كانت الكارثة، إذ انهزمت الدفاع بأربعة أهداف أمام الرجاء، وتوالت الإنهزامات بالجديدة وخارجها، وبدأ الفريق يتدحرج من الرتبة الخامسة إلى دائرة الحسابات المؤدية الى القسم الثاني، ولا أحد احتج على النتائج باستثناء الكاب صولاي، التي خرجت من بيت الطاعة وأعلنت العصيان على الحياحة الذين كانوا بالملعب على أنهم المتحكم في زمامها ورفعت يافطات بالملعب تطالب برحيل الطاقم المسير وحل المكتب بعد محاسبته وهي اليافطات التي قادت الى إعلان صحوة وسط الجماهير التي أضحى معها المكتب المسير في خبر كان، ولم يعد يظهر في الملعب سوى عضوين على الأكثر ومصحوبين بالأعوان القضائيين من أجل القيام بإجراءات الدعاوي القضائية التي وصلت الى حدود الآن مايناهز 24 دعوى قضائية في مواجهة الإعلام المكتوب والإلكتروني وأخرى في الطريق إلى المحاكم. وكانت هزيمة الفريق الدكالي بالرباط بثلاثية نظيفة النقطة التي أفاضت الكأس، وقادت إلى اجتماع عاجل بين من تبقى من المكتب المسير الذي ارتأى أن الحل الوحيد لإخراس الأصوات المحتجة والجماهير الغاضبة، هي إقالة الطاقم التقني بقيادة حسن مومن الذي لم يحقق سوى انتصارين وكان يكلف الفريق الجديدي حوالي 20 مليون سنتيم مابين أجر شهري ومصاريف السكن وسيارات وهواتف.. وتم إستقدام رجل الإطفاء محمد معروفي، الذي وجد الفريق في أول حصة تدريبية عبارة عن فريق مفكك تنعدم فيه الروح القتالية وفي حاجة إلى بناء إستعجالي لإنقاذ مايمكن إنقاذه حتى لايسقط الفريق في مخالب القسم الثاني الذي لن يخرج منه سالما وله تجارب في الموضوع. فريق مفكك غابت عنه مقومات الإحتراف أياب البطولة الوطنية الذي تم الرهان عليه لم يخرج عن المعهود، وكان فريق الدفاع الحسني الجديدي عبارة عن فريق هاو تغيب عنه مقومات الفريق الإحترافي، حيث ظهر في جل المباريات مفككا تغيب عنه الروح القتالية، جل أعضائه غير منضبطين لتعليمات المدرب، كما سادت روح الأنانية وسط لاعبيه باستثناءات قليلة، ويتعلق الأمر بقائد الفريق عادل صعصع والمدافع أحمد شاغو وزكرياء حدراف، أما قطع الغيار المحلية والمستقدمة، فإنها عبارة عن قطع إما مصابة أو متهاونة تحتفظ كثيرا بالكرة في غياب استراتيجية واضحة، حتى أن الفريق أضحى مدمنا على الهزائم دون أن يحرك ذلك ساكنا في اللاعبين، ورغم أن الطاقم التقني حاول طيلة فترة إشرافه على الفريق تجريب كل العناصر المؤهلة تقنيا، فإنه لم يستطيع الحصول على تشكيلة قارة تدافع عن القميص. ولم تستطيع القرارات التي أصدرتها اللجنة التأديبية التي يقودها نائب الرئيس الحاج محمد أبو الفراج في حق اللاعبين غير المنضبطين ذات جدوى وأضحت الرقعة الخضراء تشكل للعديد من اللاعبين عقدة نفسية أثناء المباريات، خاصة وأن المدرجات المكشوفة تتحول إلى حلبة لتوجيه السب والقذف إليهم دون أدنى حماية لهم من طرف المكتب المسير. مايشبه الختم الآن، وبعد أن وقع الفأس في الرأس، وأصبحت الدفاع الحسني الجديدي قاب قوسين أو أدنى من معانقة القسم الوطني الثاني، أصبح لزاما لمطلب ملحاح من طرف جماهير الفريق، الإعلان عن جمع عام استثنائي يتم الحضور فيه من طرف منخرطين حقيقيين وليس مؤدى عنهم من طرف المؤسسة المحتضنة أومن طرف أشخاص يستعملونهم وقت الحاجة لرفع أسهمهم في بورصة القرارات، ويتم انتخاب مكتب قوي يستطيع القيام بتدبير يومي لشؤون الفريق وليس إغراق النادي بمستخدمين معظمهم غير مختص في القيام بمهام معينة إذا ما استثنينا أصحاب الخبرة في المجال المحساباتي والإعلامي والكتابة وحتى لايتحول النادي إلى مكتب للتشغيل وجبر الخواطر .