مشاهد عديدة يصادفها المرء في يومياته تشكل عنوانا للألم والحزن، بالنظر لحمولتها المؤشرة على كل معاني النقص والاختلال في المنظومة الاجتماعية ، التي تؤطر العلاقات بين الأفراد داخل الجماعة الواحدة ، والتي تستحيل ، مع الأيام ، إلى طقسٍ عادٍ لا يثير الاستغراب ( تشرد ، تسول ... مثلا ) ، لكن مشاهد أخرى تستعصي على الوصف ، تأبى إلا أن تترسخ في الذهن عنوة وبدون استئذان! كيف لا وهي تفضح «عورات» طالما سعى الخطاب الرسمي ل«سترها»، معتقدا أنه في مأمن من أية مفاجأة غير سارة! إن صورة «العري» التي عليها هذا الشخص من المختلين عقليا تجعل عددا من الأسئلة «الحارقة» تتزاحم في الذهن من قبيل: هل من المستساغ أن يُترك مثل هذا الشخص «يهيم على نفسه» في الشوارع والأزقة؟ ألا يستحق «التفاتة» تحفظ له الحد الأدنى من إنسانيته؟ بكلمة واحدة ، ألا تكشف هذه «الحالة» المُلتقطة صبيحة الأحد 28 أبريل 2013 بالقرب من شارع باحماد عن «عُري» آخر تعاني منه السياسات «الاجتماعية» المنتهجة من قبل الجهات المعنية بالتكفل بمن هم في وضعيات مشابهة من المرض و«الاختلال»؟!