والعداد يعلن عن الدقيقة 90 من المباراة المؤجلة عن الدورة 22 من البطولة الوطنية، التي جمعت بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله مساء الثلاثاء بين فريق الجيش الملكي وفريق وداد فاس، يستسلم الواف في آخر الأنفاس، بعدما تسلم اللاعب المهدي النغمي كرة على المقاس من البديل سفيان العلودي. النغمي وبحركة لولبية ومقص طائر في السماء يسجل هدفا لايمكن نسجه إلا في الخيال. هدف يمكن اعتباره من أجمل الأهداف، ليس وطنيا فحسب ولكن عالميا. قيمة الهدف الفنية، زادها روعة كونه يساوي الألماس، لأنه جعل فريق الجيش الملكي يبقى في الصراع على اللقب ويضيق الخناق على الرجاء البيضاوي، خاصة وأن فارق النقط تقلص إلى ثلاث، مع العلم بأن الجيش الملكي له مباراة مؤجلة أخرى ضد الحسنية، ونتيجتها ستحدد معالم زعيم البطولة الاحترافية. هدف النغمي جاء بعد شد أعصاب قوي عاشته جماهير الجيش الملكي، التي لم تعد بالقوة كما كانت، والسبب معروف، كما أن الطاقم التقني للفريق العسكري بدأ يعيش حالة شك، خاصة بعد توالي الدقائق، وبعدما أصبح يرى بأن جهد موسم سيضيع، وأن التعادل هو رفع للراية البيضاء أمام فريق الرجاء. الضغط زادته حدة بعض قرارات حكم المباراة داكير الرداد ومساعده الأول خويا علي هشام من الجديدة، واللذين ارتكبا من الأخطاء ماجعل الاحتجاجات عليهما تزداد من دكة الاحتياط، ومن المدرجات. المساعد الأول كان يرفع راية الشرود، وهو شارد، وبذلك أوقف الكثير من المرتدات، وحكم الوسط رفض هدفا سجل بنيران صديقة، كما سمح باستمراراللعب والملعب بداخله كرتان، وكان بالإمكان أن يهاجم فريق وداد فاس بكرة والجيش بالكرة الأخرى، وكانت ستكون فضيحة ستدخل عالم «اليوتوب». الواقعة كانت أمام أعين المساعد الأول والحكم الرداد،الذي وبحركة من يديه طالب بالاستمرار في اللعب، وأمام اندهاش كل من حضر المباراة. الحكم الرداد وحتى يزيد من عدد أخطائه، تجاوز بكثير ست نقط التي احتسبها كوقت بدل الضائع. وقبل الوصول بالمباراة إلى صافرة النهاية، عرفت بدايتها ضغطا قويا من طرف الفريق العسكري، حيث عزز المدرب عبد الرزاق خيري وسط الميدان بقوة عددية خاصة في غياب اللاعب القديوي وأنوار والعقال، بفعل تراكم الأوراق الصفراء. كما سلك نفس أسلوبه ضد فريق المغرب التطواني، إذ أبقى العلاوي ثابتا في قلب الهجوم، مع إسناد دور المشوش للاعب النغمي، والذي كان يجري بدون كرة، الشيء الذي كان يربك حسابات دفاع الوداد الفاسي، ويترك العلاوي مهيأ لاستقبال الكرات العرضية من بلخضر، والتي كانت في جلها غير ناجحة، نظرا لضغط المباراة. هذا النهج حتم على المعد البدني أحمد لعمول، الذي قام بدور المدرب، في غياب روسلي، مقاومة ضغط الهجوم بقوة دفاعية ووسط ميدان كانت مهمته تكسير كل المحاولات، والتي نجح فيها بشكل كبير، كما أنه نجح في خلق الكثير من المتاعب لدفاع الفريق العسكري بالمرتدات السريعة، خاصة من طرف كل من الرمش وعبد الكبير الوادي ، إلا أن النقص العددي بعد طرد رشيد بريكل، بعد حصده لإنذارين، سهل المأمورية على هجوم العسكريين، والذي قواه خيري بطراوة بدنية بإدخال العلودي وجنيد، حيث أصبحت الخطورة تأتي من الأجنحة وكانت نتائجها التمريرة الرائعة من العلودي، الذي عرف كيف يقرأ تموضع النغمي وأرسل له بريدا مضمونا، استقبله بتوقيع رائع، كانت نتيجته هدفا من وحي الخيال. تصريحان عبد الرزاق خيري، مدرب فريق الجيش الملكي. «الانتصار الذي كان هدفنا لم يكن سهلا، حققنا الأهم، وقلصنا فارق النقط بيننا وفريق الرجاء. نفس الأمل سيرافقنا ونحن نواجه فريق حسنية أكادير في مباراة مؤجلة. نعم نتعذب كثيرا قبل تسجيل الهدف، وهذا أرجعه إلى كون كل الفرق التي نواجهها تلعب بقوة ضدنا، وهذا يزيد من جمالية وقوة البطولة». أحمد لعمول، المعد البدني لفريق الوداد الفاسي. «لقد كان الهدف هو العودة بنتيجة إيجابية تحسن وضعنا في سبورة الترتيب، صمدنا طيلة المباراة، لكننا استقبلنا هدفا في آخرها. قدمنا وكعادتنا أداء طيبا، لكن النتيجة التقنية لم تكن في صالحنا».