بانتصار فريق الجيش الملكي على مضيفه الفتح الرياضي بهدف مقابل لاشيء، في ديربي العاصمة، الذي احتضنه المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله مساء أول أمس الثلاثاء، برسم مؤجل الدورة 19 من البطولة الاحترافية، يكون الفريق العسكري قد «وقع عقدا» مع الانتصارات، التي بلغت خمسة على التوالي، وبذلك يكون الند العنيد لفريق الرجاء الرياضي على لقب البطولة الاحترافية. وفي انتظار إنهاء المؤجلات بلقاء الرجاء وأولمبيك آسفي، يبقى «الزعيم» زعيما للبطولة الاحترافية. مقابل ذلك يمنى فريق الفتح الرياضي برابع هزيمة، الشيء الذي جعل وضعه مقلقا، وجعل الشك يتسرب إلى المحبين والأنصار، خاصة وأن الفتح الرياضي ليس الفريق الذي يلعب من أجل تنشيط البطولة، ولكن من أجل الألقاب. الفتح تحول من فريق كان يزحف نحو المراتب المتقدمة، ليصبح مصيره التراجع إلى وسط سبورة الترتيب، التي تعرف الكثير من المتغيرات بفعل استيقاظ العديد من الفرق. فريق الفتح الرياضي، الذي كان يعول على انتصار في الديربي أمام الجيش الملكي، وجد نفسه في وضعية متأزمة، خاصة وأنه فقد الكثير من بريقه، وأصبح لعبه غير مقنع. صحيح كانت هناك غيابات، منها ماهو راجع لاختيارات المدرب جمال السلامي، الذي كان يفكر في المسار الافريقي، ومنها الغيابات الاضطرارية بفعل الاصابة أو تراكم الإنذارات، لكن كل ذلك لايشفع للفريق في أن يلعب بدون روح، وبدون نهج تاكتيكي واضح. فطيلة المباراة كان لاعبو فريق الفتح غير قادرين على مجاراة إيقاع لعب فريق الجيش الملكي، كما أنهم كانوا تائهين، فاللاعب إبراهيم البحري كان خارج التغطية طيلة المباراة، وعبد السلام بنجلون كان ينهك نفسه بالجري فقط، لأنه كان معزولا وغير مسنود، وبذلك غابت أمامه الحلول، وكانت تمريراته بدون فائدة لأن جلها كان ضائعا، أما باتنا فكان غير قادر على استغلال قدراته الفردية، وبذلك ضاعت حلول المباغتة. وحتى يعطي جمال السلامي للفريق بعض التوازن أدخل اللاعب العروي، العائد من إصابة في الرأس، والذي لعب بواق للرأس، لكنه وبالرغم من مجهوداته بقي غير قادر على الانتصار في النزالات الفردية، ليكتمل العجز التام لفريق الفتح الرياضي على العودة في المباراة، وتحقيق هدف التعادل، بعدما منحت الدقيقة 43 التقدم للعسكريين، إثر هجوم سريع، أنهاه العلاوي برأسية، أتبعها عقال برأسية أخرى خدعت الحارس علاء المسكيني، واستقرت في الشباك. الهدف كان كافيا لكي يزيد فريق الجيش الملكي من ضغطه على مرمى علاء، فيماتبقى من عمر الشوط الأول وطيلة الشوط الثاني، وذلك من خلال لعب جماعي سريع يتم بناؤه من الخلف، وتماسك للخطوط، مع خلق قوة عددية كبيرة عند الهجوم، وتغيير المواقع بين كل من العقال والقديوي، وتحول كل من الشاكير وبلخضر وأنور إلى مهاجمين. هذا النهج، إضافة إلى القوة البدنية، جعل لاعبي الجيش الملكي يتفوقون على الأمطار التي تهاطلت طيلة المباراة، وعلى لاعبي الفتح الرياضي الذين لم يكونوا في أحسن حال بالرغم من عودة بنشريفة «كمدفعجي»، تكفل بالكرات الثابتة، وبالرغم من الاعتماد على ثلاثة مدافعين قارين. كل ذلك لم يمنع عقال والعلاوي من غزو مربع العمليات لفريق الفتح الرياضي في أكثر من مرة، لكن الجرة كانت تسلم بفعل التسرع، والثقة الزائدة في القدرات. وحتى يزيد المدرب عبد الرزاق خيري فريقه طراوة، أدخل العلودي لإنهاك دفاع الفتح، وجعله يفكر قبل تنفيذ المرتدات، لكن ماتبقى من الدقائق لم يأت بأي جديد، لينهي الحكم بوشعيب لحرش المباراة، التي أدارها بكفاءته المعهودة، وليعلن فريق الجيش الملكي نفسه زعيما، وليبقى فريق الفتح يتساءل عن موعد يخرجه من دوامة الهزائم.