دعا عبد المقصود الراشدي، عضو المكتب السياسي للاتحاد، إلى التعبئة من أجل إعادة بناء الاتحاد بمشروع سياسي وطاقات متجددة، معتبرا أن الصراع اليوم ينبغي أن يكون مع ومن أجل المجتمع، وذلك لتعزيز مشروعيتنا التاريخية بمشروعية القرب من الانتظارات الواسعة للمواطنين، مشددا على أن مغرب التحولات الديمغرافية والسوسيولوجية والسياسية محتاج اليوم إلى اتحاد قوي معبئ، ومضطلع بشكل ناجع بمهام التأطير المجتمعي ..جاء ذلك في سياق كلمته التوجيهية أمام أعضاء المجلس الإقليمي الملتئم بآسفي أول أمس السبت . وأضاف عضو المكتب السياسي أن الاتحاديين مطالبون باستخلاص الدروس من تجربة التدبير الحكومي التي اضطلع بها الحزب. واستحضر في هذا السياق تجربة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي التي أنقذت المغرب من السكتة القلبية، وفتحت آفاقا جديدا للفعل السياسي ببلادنا دون إغفال ما تحقق على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والحقوقي من مكتسبات ، لكن انخراط الاتحاد في تدبير الشأن العام ببلادنا طيلة 13 سنة لم تواكبه - في تقدير عضو المكتب السياسي - دينامية تنظيمية معبئة تسند اشتغال الحزب في هذه الواجهة وتقوي ثقة المواطنين في ما تحقق من مكتسبات في العشرية الأخيرة، مستعرضا في الآن نفسه العديد من الإصلاحات المؤسسية التي كان وراءها الاتحاد . وذكر عبد المقصود أن الاتحاد لم يخلق ليظل في الحكومة، وكما يحصل كل الديمقراطيات العريقة ، لا يمكن لأي حزب أن يستمر في تدبير الشأن العام لأزيد من مرحلتين ، لذلك يضيف أن المؤتمر الوطني التاسع قدم إجابات عميقة لكل الأسئلة الحارقة ، حيث بلور الاتحاديون والاتحاديات خطا سياسيا منسجما مع متطلبات الظرفية السياسية التي تجتازها تجربة الانتقال الديمقراطي في بلادنا، وذلك في ظل وضع اقتصادي وسياسي واجتماعي يحمل الكثير من المؤشرات السلبية بفعل التوجه الحكومي المحافظ . واعتبر أن محطة المؤتمر الأخير لحظة مكنت الحزب من رسم معالم رؤية سياسية لمشروع مجتمعي، بمضامين اقتصادية واجتماعية وثقافية تساهم في الإجابة عن الأسئلة القلقة التي يطرحها الاتحاديون اليوم، سواء المتعلقة بموضوع الهوية أو المرجعية أو بحصيلة تدبيرنا للشأن العام ، أو بالتصور العام لإدارة المرحلة السياسية وطبيعة التحالفات المطلوبة لتأسيس معارضة قوية ومؤثرة في مواجهة تحديات واستحقاقات هذه المرحلة الدقيقة في مسار البناء الديمقراطي ...لذلك - يضيف - الراشدي - فإن القيادة الجديدة للاتحاد برئاسة إدريس لشكر ، تجد نفسها اليوم مطوقة بالعديد من المهام من أجل تصريف مقررات المؤتمر الوطني التاسع بإيقاع أسرع، مستعرضا في ذات السياق الاستراتيجية المؤطرة لعمل المكتب السياسي، وفي مقدمتها إعادة بناء الحزب تنظيميا بتجديد هياكله وقطاعاته الموازية بما يقتضيه ذلك من تنمية العضوية في صفوفه، وفسح المجال للأجيال الجديدة ولكل الطاقات التي يزخر بها المجتمع لتجد مكانها الطبيعي في أجهزة الاتحاد. وجدد عضو المكتب السياسي تعهد القيادة الجديدة بتوفير كل سبل الدعم المادي والمعنوي، وتحسين شروط العمل الحزبي من أجل ضمان مردودية أكبر للفعل التنظيمي داخل الجهات والأقاليم. وشدد عبد المقصود على الأهمية القصوى التي يوليها الحزب للواجهة الاجتماعية، مذكرا في هذا الصدد بأولى اللقاءات التي نظمتها قيادة الحزب مع المنظمات النقابية من أجل التفاعل القوي مع الدينامية المجتمعية التي تعرفها بلادنا، إلى ذلك أكد عضو المكتب السياسي على باقي الواجهات التي تضعها القيادة الجديدة في أجندة المرحلة الراهنة، وفي مقدمتها الواجهات الحقوقية والثقافية والجمعوية ..وذكر عضو المكتب السياسي بمقررات اجتماع الجنة الإدارية التي تمت المصادقة عليها بالإجماع، والتي تتعلق بالمصادقة على النظام الداخلي واللجنة الوطنية للتحكيم والأخلاقيات ، واللجنة الوطنية للمراقبة المالية والإدارة والممتلكات، إلى جانب هيكلة اللجنة الإدارية والمؤسسة الاتحادية للتضامن ، واختيار 29 أكتوبر من كل سنة يوما للوفاء لتكريم أرواح كل الاتحاديين الذين نذروا أنفسهم لخدمة الحزب والوطن . وذكر عبد المقصود بالمصادقة على ميزانية التسيير التي ستسمح للمكتب السياسي بالوفاء بالتعاقد مع الجهات والأقاليم من أجل تأهيل أدائنا الحزبي .وشدد عضو المكتب السياسي على إعمال مبدأ المحاسبة في ما يتعلق بتنفيذ المهام وتحمل المسؤوليات، مؤكدا على ضرورة ترسيخ ثقافة الواجب وربط المسؤولية بالمحاسبة. المجلس الإقليمي بآسفي الذي تميز النقاش داخله بمستوى عال من المسؤولية والمصارحة، والإحساس المشترك بالحاجة إلى الانخراط الجاد في الدينامية التي أعطت انطلاقتها القيادة الجديدة ، افتتح أشغاله الأستاذ نورالدين الشرقاوي الكاتب الجهوي بكلمة توجيهية استعرض من خلالها المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق الاتحاديين في هذه المرحلة التي تعرف عددا من التراجعات في ظل تنامي المد المحافظ، وتولي بنكيران وفريقه الحكومي تدبير الشأن العام بالمغرب، مبرزا خصوصية الجهة تنظيميا وسياسيا واجتماعيا، ومؤكدا على أن المكتب السياسي سيصاحب جهود الكتابة الجهوية بدكالة عبدة من أجل تجديد الهياكل الحزبية، وتوسيع التنظيم وتقوية إشعاع الحزب بالجهة.