أغلق سائقو سيارات الأجرة الصغيرة صبيحة الاثنين 1 ابريل 2013 ، أهم المدارات والمحاور الرئيسية بفاس بواسطة سياراتهم ، مما جعل حركة السير والمرور تعرف شللا كبيرا ، ولم تجد حافلات النقل العمومي أي منفذ لنقل التلاميذ والطلبة والتجار إلى مقرات أعمالهم، وحتى المرضى عجزوا عن الوصول إلى المستشفيات العمومية وعيادات الطب الخصوصي دون أن تتدخل السلطات العمومية والأمنية لفك الحصار الذي ضرب على الشوارع الرئيسية والفرعية والمدارات المتواجدة بشارع الحسن الثاني . وأمام هذه الوضعية ، لم يستطع أصحاب السيارات الخصوصية التنقل أيضا مما جعل مصالح المواطنين تتعطل ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا إلى الخامسة مساء . وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية التي خاضها سائقو الطاكسي الصغير، والتي تحولت إلى إضراب عن العمل، استجابة للتنسيقية المحلية لقطاع سيارات الأجرة بفاس التي أصدرت بيانا حول انتشار ظاهرة النقل السري واكتساح سيارات الأجرة الكبيرة للمدار الحضري ضدا على الظهير الشريف المؤرخ بتاريخ 11 دجنبر 1963الذي يحدد طبيعة عمل كل صنف . وفي الوقت الذي احتشد عدد هام من السائقين أمام مقر الولاية في انتظار نتائج الحوار الذي فتحته المصالح الولائية المختصة مع أعضاء التنسيقية ، انطلق عدد من السواق لمطاردة سيارات الأجرة الصغيرة التي فضل أصحابها العمل وإرغام سائقيها على الالتحاق بالمحتجين كما أرغموا الركاب الذين كانوا يستقلونها على النزول منها . وحول ماعرفته مدينة فاس من عرقلة في السير وتعطيل مصالح المواطنين كان لجريدة الاتحاد الاشتراكي اتصال مع عدد من المواطنين حيث أكد (ذ م ز) قائلا ..«اذا كان الدستور المغربي يضمن حق الاحتجاج والإضراب لكل المواطنين، فمن حق السائقين أن يدافعوا عن مصالحهم لكن ليس من حقهم حرمان المرضى من الذهاب إلى المستشفيات وقضاء مآرب المواطنين، إذ كان حريا بهم أن يصطفوا بسياراتهم على جنبات الشوارع ويتركوا المجال مفتوحا للسير ويلتحقوا بالوقفة الاحتجاجية» . أما الدكتور ن .ع فقد عبر عن امتعاضه لمثل هذا السلوك الذي يسيء إلى مهنة السائقين، مشيرا إلى الخلل الكبير في منح رخص الثقة خاصة بعد إسناد هذه المهمة للسلطات المحلية حيث يحصل عدد كبير من السائقين عليها بطرق ملتوية، علما بأن اغلبهم يجهلون شوارع فاس ومقرات مصالحها الإدارية . في حين أشار الموظف (ف. م) إلى أن عددا من السائقين لا يحترمون الركاب ، ومنهم من يتعاطى لشرب الخمور والحشيش والتحرش بالنساء أثناء السياقة وأغلبهم يرفضون حمل راكب واحد والتوجه به إلى المكان المطلوب ،بل إنهم جعلوا عددا من النقط انطلاقة للعبور إلى مناطق معينة مع إركاب ثلاثة أشخاص للذهاب إلى الاتجاه المقصود أو ما يعرف في مصطلحاتهم ب « تيباشي» . وجملة القول فإن الوقفة الاحتجاجية التي تحولت إلى إضراب عن العمل خلفت امتعاضا كبيرا في نفوس سكان فاس الذين يدعمون مطالب السائقين العادلة شريطة عدم تعطيل مصالح المواطنين .