شاءت الصدف الجميلة أن تكون نهاية الجائزة الكبرى للتنس لحظة تكريم وإشادة بالزميل عبد الفتاح الحراق، الذي أنهى في تلك اللحظة بالذات مساره المهني مع الإذاعة الوطنية التي قضى بها عمرا كاملا. عبد الفتاح الحراق، الذي يخطو نحو التوقيع على التقاعد، أو بالأحرى على مغادرة بيته الكائن بدارالبريهي، الذي استظل بظله وبدفئه على امتداد عمر كامل. عبد الفتاح الذي سيضع الميكروفون جانبا - ولو مؤقتا - من الأصوات الإذاعية التي ظلت رفيق الأذن الرياضية عبر ميادين وتظاهرات رياضية هنا وهناك. هنا في كل المدن والملاعب المغربية، هناك في أدغال أفريقيا رفقة المنتخب الوطني والفرق المشركة في مختلف الكؤوس الإفريقية وفي أكبر التظاهرات العالمية من الأولمبياد إلى كأس العالم، مرورا بالألعاب المتوسطية.. عبد الفتاح يستعد اليوم، لأن يلتفت قليلا إلى الكثير من التاريخ، ذلك التاريخ الذي نحته بصوته رفقة أسماء وأصوات أرخت للرياضة الوطنية بأحداثها وأسماءها وإنجازاتها. أسماء كبيرة رافقها سي عبد الفتاح من الغربي إلى اكديرة وإلى جوارهما الزوين والأيوبي ( متنياتنا له بالشفاء وطول العمر) وحميد البرهامي وخي بابا ورفيقه الخاص المهدي إبراهيم وامحمد العزاوي وصولا إلى الجيل الجديد الذي يصنع اليوم مرحلته الجديدة بكثير من المثابرة والإجتهادوبالمهنية المطلوبة.... عبد الفتاح ينتمي إلى ذلك الجيل، إلى ذلك الزمن الذي كانت فيه سلطة الصوت أكبر حجم من سلطة الصورة التي ملأت العين وأفقدت للأذن هيبة الاستماع. الحراق ربما سنفتقده لبعض الوقت، سنفتقد ذلك الصوت الذي يطل علينا كل صباح ليقول لنا ماجد واستجد في عالم الميادين.. سيغادر اليوم بيته في انتظار ميكروفون جديد وعوالم جديدة، نتمنى أن لا تكون طويلة، لأن إعلامنا اليوم في حاجة إلى الأصوات الهادئة الرزينة ذات العمق المهني، وذات المعرفة بأزقة ودروب مهنة أضحت فيها المسالك سهلة وصناعة الأسماء تتم بمجرد التوقيع على ورقة بدون لون. نتمنى لصديقنا وعزيزنا عبد الفتاح طول العمر، ليظل حاضرا معنا يرافقنا في كل اللحظات. فهنيئا لزميلنا عبد الفتاح بالتكريم والاعتراف الذي خصصته له جامعة التنس، ونقول له بصوت عالي «هنيئا، هنيئا لأنك تستحق مثل هذا التقديروهذه الإلتفاتة .