منذ سنتين تقريبا، والأذن تستمع، لترى، لتفهم، لتلامس الخبر اليقين. منذ سنتين تقريبا، ظهرت أصوات وإذاعات هنا وهناك، وكثرت الأصوات، حتى اختلط الصوت الإذاعي مع الصوت المبحوح، والصوت المهني مع صوت بائعي الخضر والمؤلفات جيوبهم. اختلطت الأصوات منذ سنتين تقريبا، وتاه المستمعون مع الأصوات، ولم نعد ندرك أي موجة نتجه صوبها، لنستمع، لنعرف، لنستفيد لنكتشف مكان الكرة أو بالأحرى مكان الخبر اليقين. رغم أن الراديو في المغرب، راكم تجربة مهمة في التعليق الرياضي، من خلال ما رسمه الرواد. إلا أنه اليوم نجد أصواتا طلت على هذا المهنة وهي عارية قادمة من كل حدب وصوت، المهم أنها تتكلم في الهواء لتقول الخواء. وعلى هذا المستوى، نجد أن الإذاعة الوطنية في الطليعة بأصوات تربت في أحضان مدرسة عريقة، تروم إلى التحليل الهادئ والموضوعي، بعيدا عن ردود الفعل الصغيرة. بالتأكيد أن هذا القسم الذي يضم أسماء راكمت تجربة مهمة من قبيل امحمد العزاوي، عبد الفتاح الحراق، رشيد جامي، عادل العلوي، عزوز شخمان، محمد التويجر، حميد بوش (الزموري)، سعيد الداودي والصوت النسائي وفاء ناصر.. هذه الأسماء جميعها أصابها نوع من الإرتباك حينما طلت هذه الإذاعات التي حملت الصالح والطالح، إلا أنها ظلت على خط مستقيم مع المهنة ومع الميدان، وحافظت على توازنها وهدوئها. فعلا، أصوات تنطق كل فجر وكل مساء سبت وأحد، لتجعلنا في الساعات الأولى من كل صباح مع الخبر الرياضي، نلامس من خلاله آخر الأنفاس، ونحن سرع الخطى للوصول إلى مكان العمل، لنقف عند آخر الأخبار والأحداث. عكس الكثيرين من الأصوات التي لا تستحق أن تدخل إلى الأذن، وبالأحرى إلى الميكروفون الذي ضاق به الصوت حتي أضحى مختنقا. تحية إلى كل الزملاء في الإذاعة الوطنية الذين يفتحون كل صباح أعين ملايين من المستمعين عبر أصوات خفيفة وظريفة من قبيل الأستاذ رشيد الصباحي ولحسن العمراني وبقية الزملاء الآخرين الذين يسكنهم هاجس المهنة قبل أن يسكنوا بيوتهم. في الأخيرلابد من القول »اللي عندو عندو«.