نفحات موسيقية وإنشادية .. من عبق التاريخ، وندوات فكرية - ثقافية .. تلامس المجال الصوفي بعلاقته مع الأدب والشعر والفلسفة والموسيقى...، تلك هي مكونات مهرجان فاس للثقافة الصوفية التي ستنطلق فعاليات دورته السابعة يومه السبت 13 أبريل الجاري و إلى غاية 20 منه.. ثمانية أيام من الاستماع والاستمتاع، من فن الإنشاد والأذكار، من التداول والنقاش .. في صبيحات وأمسيات غنية بحضورها الموسيقي والفكري - الثقافي من المغرب، وأيضا من دول تركيا وسوريا وفلسطين التي ستكون ضيوف المهرجان لأجل إغناء هذا الملتقي الفكري الروحي بامتياز، الذي يطمح إلى العالمية على غرار مهرجان الموسيقية الروحية بذات المدينةفاس. مهرجان الثقافة الصوفية، الذي ستطول أيامه هذه السنة إلى ثمانية بدل ثلاثة كما في الدورة الفارطة، يحمل شعار «قوت القلوب.. التصوف والإبداع»، وهو شعار مقتبسة مفرادتة من كتاب «قوت القلوب..» لأبو طالب المكي ( القرن الثالث الهجري)، ويحمل في طياته العديد من المعاني القوية الفلسفية، هدفها أن التصوف لا يعني الانعزال أو الخلوة و الوحدة... وإنما يعني الانخراط في كل ما هو مجال إبداعي خلاق يرمي إلى تحقيق التوازن النفسي - السلوكي والروحي... لدى الإنسان، سواء كان هذا الانخراط في مجالي الفن والأدب وقضايا المجتمع .. مثلما أفصح عن ذلك الأستاذ عبد الوزاني بمعية رئيس المهرجان فوزي الصقلي في ندوة صحافية بالدار البيضاء الأسبوع الفارط لتقديم برامج التظاهرة بالقول المأثور للصوفية العربية الشهيرة رابعة العدوية «من ذاق عرف». على هذا المستوى ستقدم هذه التظاهرة الصوفية «أطباقا» ثقافية - فكرية صباحية وعروض فنية موسيقية مسائية بكل من متحف البطحاء ودار بناني، التي ستخصص بالمناسبة كمدرسة لفن السماع والإنشاد، وكذا بأحد الفنادق الكبرى بمديمنة فاس (السهرة الختامية). إذ بعد حفل الافتتاح بعد زوال يومه السبت، سيلتقي «مريدو» المهرجان مساء مع حفل من فن الموشحات سيحييه تخت التراث السوري صحبة حمام خيري، تليه غد الأحد صباحا ندوة «الإرث الروحي بالشرق والغرب» يشارك فيها العديد من ضيوف المهرجان الأكاديميين المنتمين للعديد من المعاهد والجامعات الدولية، والمختصة في مجال التصوف. وبعد الزوال عرض فني أندلسي تحييه فرقة زمن الوصل، ومساء مع عرض عروض من الإنشاد والذكر تحييها الطريقة الوزانية والصقلية والحراقية. أما ندوة الاثنين صباحا فموضوعها سيكون«تفرد وكونية التجربة الروحية»، تليها بعد الزوال ندوة التصوف والشعر، ومساء عرض للسماع تحييه الطريقة القادرية البودشيشية. بينما ندوة الثلاثاء الصباحية فستتناول «الفن والتصوف»، وبعد الزوال التصوف والتراث»، ومساء عرض لفن السماع تحييه الطريقة الشرقاوية. أما ندوة يوم الأربعاء الصباحية فعنوانها سيكون «التصوف والفكر المعاصر»، وبعد الزوال «التصوف والأدب»، والعرض الفني المسائي ستحييه الطريقة الرفاعية من فلسطين. وتقدم برمجة الخميس الصباحية ندوة «التصوف والفكر الاجتماعي»، وبعد الزوال المقاولة والروحانية»، في حين سيخصص العرض الفني المسائي للطريقة الخلواتية من تركيا. برمجة يوم الجمعة، التي ستخصص لتكريم ابن الخطيب والإمام البوصيري، فستتطرق ندوتها الصباحية لموضوع « التصوف والفكر الفلسفي»، وبعد الزوال لندوة «السماع الصوفي»، ومساء سيلتقي عشاق طرب الآلة مع عرض موسيقي تحييه جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب . ويوم الإختتام، السبت، الذي سيتم فيه تكريم الباحثة الأنتربولوجية المغربية الراحلة زكية زوانات سيطرح فيه للنقاش موضوع «مملكة الأولياء، إرث ينبغي المحافظة عليه»، تليه ندوة بعد الزوال ندوة «التصوف اليوم»، في حين ستكون الأمسية الاختتامية إبحارا في فن السماع عبر العالم مع مجموعة الذاكرين من المغرب، الطريقة الخلواتية من تركيا والطريقة الرفاعية من فلسطين.. ثمانية من أيام من الندوات ومن المقاربات الفكرية لمواضيع حساسة ومن العروض الفنية الروحية الراقية.. يروم من خلالها منظمو مهرجان الثقافة الصوفية بفاس أن تكون محطة لقاء وتحاور ونقاش واستقطاب للجمهور يفوق ما تم تحقيقه بالدورة السابقة التي استطاعت تجميع حوالي 16000 شخص لمجموع عروضها (2000 شخص يوميا في الندوات و العروض)، زيادة على تسجيل 1000 شخص على المستوى الدولي في موقع المهرجان ينتمون إلى 15 جنسية من فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، بلجيكا، سويسرا، انجلترا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، السينغال، النيجر، موريطانيا، مالي، الكوت ديفوار، تونس، الجزائر، مصر، الهند، فلسطين، تركيا وسوريا.