«وفاء لهم..» تحت هذا الشعار التئم عدد كبير من الصحفيين والتقنيين والفنيين الإذاعيين والتلفزيين المغاربة، مساء يوم الخميس 28 مارس 2013 بالمسرح الوطني محمد الخامس، في سياق مبادرة تكرم تعيد الإعتبار للمنسيين والمبعدين لعدد من الوجوه الإعلامية الوطنية المتألقة، التي غادرت مقرات الإذاعة والتلفزة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، انطلاقا من سنة 2003 وسنة 2004، تحت يافطنة إدارية سميت كذبا وبهتانا «المغادرة الطوعية». وسط حضور كثيف ببهو القاعة الفسيحة، انطلقت تصفيقات قوية على الحاضرين وعلى كل المكرمين. ومباشرة بعد افتتاح اللقاء من طرف رئيس «الجمعية المغربية لمهنيي الإذاعة والتلفزة» توالت الكلمات الرسمية بينما فضل البعض في الجنبات أحاديث همسات بإشارات ودلالات.. وجوه وأسماء إعلامية كبيرة تؤثت الفضاءات هذا المساء، فرحة التلاقي لا يمكن إخفاءها، بالمقابل تعبر القسمات عن أحاسيس متضاربة، وسحنات المكرمين تؤكد قناعات مضمرة. ولأن البوح سيد الكلام، كان الموعد كبيرا للإنصات إلى نماذج بوح عن تجارب مسارات للمكرمين، وعن سنوات عمل ضحى فيها هؤلاء بالشيء الكثير. فهذه الصحفية المغربية المتألقة حسنية العميري، باسم الصحفيين بقطاع السمعي البصري، تستعيد لحظات متوهجة من تاريخ الإذاعة والتفزة المغربية، وضمن حكي وشهادة مؤثرة تعود حسنية العميري إلى التساؤل والتحليل كيف قاوم عدد من المهنيين أوضاعا مهنية حتى يبقى عاليا شعار «استقلالية الإعلام العمومي»، وكيف حوربت الكفاءات من الداخل والخارج، في أفق التطبيع مع سياسية تروم أن يتم فرض أشباه الصحفيين في مواقع ومسؤوليات تنحو نحو طمس استقلالية الصحفي واستقلالية الإعلام العمومي. تقول الصحفية المتألقة حسنية العميري إن زمن المغادرة الطوعية لم يكن طوعيا وإنما كان إكراها، وكان إقصاء مبرمجا من أجل فسح المجال للهواة.. فكيف يتم دفع فعاليات إلى المغادرة بينما تلتقطهم قنوات ومؤسسات وجهات كخبراء وكإعلاميين وكمؤطرين وكمستشارين في المجال داخل الوطن وخارجه. إن هذا الهذر، تسترسل حسنية يؤكد حاجة الشركة الوطنية إلى استراتيجيات وإلى نصوص قوانين مجددة وإلى خط تحريري، حيث حان الوقت لرسم انطلاقة جديدة لإبداع تلفزي قوي بالمغرب.. فلا محيد عن التغيير. وفي نفس السياق، تحدث باسم الإذاعيين الصحفي المتألق محمد حسن بنحليمة، عن تجربته الإعلامية الشخصية، وعن محيط عمله ضمن سنوات الزمن الإذاعي المغربي الجميل، حيث تألق رفقة عدد من الإذاعيين في مختلف تخصصات الإذاعة، مشددا عن أن الإذاعة الوطنية كنز ثمين وجب مراعاته وتثمينه، للتعريف به لدى أجيال اليوم والغد، لغة وثقافة وفنا ومجتمعا.. مع الرهان على العنصر البشري أولا، ثم الجودة والإبداع، حيث يبقى الإعلام العمومي رافعة كبرى لكل القيم ولكل مخططات التنمية. وبالمناسبة قدم الفنان المغربي عبد الفتاح نكادي والفنانة نبيلة معان وصلات موسيقية جميلة، احتفاء بلحظات التكريم.. ومعها استفاد كل من الصحافيين والإعلاميين والتقنيين والإداريين المغادرين للإذاعة والتلفزة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية من شهادة تقدير تسلمها كل المكرمين: سعيد زدوق، محمد الغيداني، خير الدين العافي، حنان عناني، لكبيرة جهار، عبد الرحيم مقترض، محمد تميمي، نجيب درار، نزيهة يوسفي، فاطمة رقيب، عزوز شخمان، محمد زياني، محمد حليمة، ابراهيم حجي، نفيسة حضرمي، عبد المالك حنين، ع ر زمراني، فوزية هاشمي، مينة ملوك، محمد زمان، سعيد هلال، محمد العوني.. حيث تم تقديم الهدايا والورود من طرف محمد الخلفي وزير الإتصال، والحبيب الشوباني، والإعلامي ابن دادوش، ورئيس جمعية «أبي رقراق» نور الدين اشماعو، ومحمد معنينو، والسيدة ليلى، والشاعر صلاح الوديع، والفنان محمد الجم، ومحمد كرين، والسيد عبد الله الودغيري، والملحن أحمد العلوي، والسيد محمد بلغوات، والمسرحي مسعود بوحسين..