قال مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة «إن الارتقاء بالمجال الإعلامي بالمغرب رهين بالأطر العاملة فيه، وهي التي يمكنها أن تحول الإعلام الوطني إلى أن يصير قادرا على تحقيق التنافسية على المستوى القاري وليس الوطني فحسب، رغم كل التراكمات الكبيرة التي يعرفها هذا المجال، إلا أن اختيار المغرب لمنهجية دفاتر التحملات وسياسة تعزيز الإنتاج الداخلي ومبدأ تكافؤ الفرص كان قرارا صعبا، يضيف الخلفي، إلا أنه هو الخيار الوحيد لتحقيق الجودة المطلوبة في الإنتاج الإعلامي الوطني، وأكد الوزير، في كلمة له بمناسبة تكريم متقاعدي الإذاعة والتلفزة المغربية يوم الخميس المنصرم بالرباط، أنه فوجئ بوجود أسماء وازنة وغير عادية، «بغض النظر عن الاختلاف حول الرؤى»، لها أثر في تمثل وترسيخ حرية الإبداع، لكن مغادرتهم للإذاعة والتلفزيون لا يعني مغادرتهم الإبداع والعطاء».ونوه الخلفي بالفعاليات التي تشتغل في الميدان مشيرا إلى المسؤولية التي يتحملها كل المتدخلين في مجال الإعلام السمعي البصري قائلا «لا يمكننا أن نخذل المغاربة في أن يروا إعلاما يعزز التقدم، الذي قد يبدو حلما، فبغض النظر عن الملاحظات التي تثار في مراحل التنزيل، إلا أن بداية الأفق تظهر بشكل تدريجي».وأشار الخلفي إلى اعتراف التقرير الأوربي حول المشهد السمعي البصري بالمجهودات التي تبدل وطنيا، مؤكدا أن الإعلام الوطني رصيد مشترك لكل المغاربة وعلينا الاحتفاظ عليه وألا نقبل المس به. مردفا أن «ما يجمعنا هو نترجم ما جاء به الدستور الجديد إلى عمل جماعي». ودعا الحبيب الشوباني وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني جمعية مهنيي الإذاعة والتلفزيون إلى احتضان فكرة ما سماه الوزير « إنشاء مجلس الحكماء للخبراء الإعلاميين الذين أحيلوا على التقاعد وقال إن لهم تاريخا وخبرة وبعد نظر، وبإمكانهم من هذا الموقع تقديم رؤية أجمل للعلاقات مع التلفزيون». وأشار الوزير في كلمة له بمناسبة حفل تكريم متقاعدي الإذاعة والتلفزيون إلى عمق شعار «وفاء لهم» الذي اختارته الجمعية لحفل التكريم، الدور الذي أصبح المجتمع المدني يلعبه، واصفا إياه بالواعد والغني والثري بعطاءاته وإبداعاته التي لا تنقطع ، مضيفا أن المجتمع المغربي هو أحوج ما يكون إلى هذه المضامين وأن الوفاء جوهر لامع يحتاج إلى جيل جديد، والوفاء للرسالة والقضايا العادلة لابد أن يكرس حتى يحس الناس بالكرامة الصادقة».وأردف الشوباني أن هذه الطاقات الإعلامية التي كرمت هم صناع ذوق وهذبوا السمع وهذبوا البصر. ومن جانبه قال محمد عمورة رئيس الجمعية المغربية لمهنيي الإذاعة والتلفزيون التي ارتأت أن تحتفي بنخبة من نساء ورجال الإعلام المنتمين للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بحضور وجوه كبيرة في عالم الفن والمسرح والإعلام ومن مختلف الأجيال التي مرت بدار البريهي بدعم من وزارة الاتصال والمسرح الوطني محمد الخامس، قال «كنا نتمنى لو لم تقبل الإدارة مغادرة هذه الكفاءات التي تظل بلادنا في أمس الحاجة إليهم». وفي كلمة له باسم الإذاعيين وجه قيدوم الإذاعيين الحسين بنحليمة إلى إخراج ثروات الكفاءات السابقة بالإذاعة والتلفزيون عن طريق' الكتابة والنشر والبحث، وتمكين الطاقات الشبابية الحالية والمستقبلية من ثمرة مجهوداتهم وتجاربهم، منوها بالإرث الإبداعي الذي يميز المغرب والذي تمت دسترته في شتى المجالات الإعلامية والفنية والثقافية، مردفا « إننا في الأجيال الأولى للإذاعة نجحنا بالهمم الكبيرة في مواكبة التطورات العميقة التي عاشها المغرب في جميع مراحلها». ومن جهتها تأسفت الإعلامية الحسنية العميري على ما وصفته بالجحود والنكران تجاه عطاء ثلة من زملائها الإعلاميين والتقنيين وكل المهنيين ممن أسسوا للاعلام والذين غادروا قسرا ، واصفة خطوة المغادرة الطوعية بالطرد من خلال تسلمه ما أسمته وثيقة تشطيب دار البريهي عليهم من الوظيفة العمومية، حسب تعبيرها في كلمة ألقتها باسم متقاعدي التلفزيون خلال حفل التكريم. وقالت العميري «في الوقت الذي تحتضن مؤسسات دولية الكفاءات الإعلامية الوطنية، كمكونين وأساتذة في المعاهد والجامعات، تستمر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون في إقصاء هذه الكفاءات التي تتمتع بالاحترافية والتميز وفسح المجال أمام الهواة والوجوه الباهتة التي تفتقر إلى التجربة، في الوقت الذي أصبح فيه احترام الجمهور المغربي الذي أصبح ذكيا ذواقا ومستمعا ومنحه إنتاجات جيدة ضرورة ملحة. وأشارت المتحدثة في كلمتها إلى وجود أزيد من 2600 مستخدم بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون إلى جانب إمكانيات مادية وتقنية لا يستهان بها، إلا أن ما ينقص هو سياسة قانونية للتدبير وإشراك المهنيين، بالإضافة إلى مساطر مهنية على مستوى إسناد المسؤوليات وخط تحرير مستقل. واعتبرت في نهاية كلمتها أن غياب القائمين على مؤسسة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون أكبر دليل على السياسة التي تحدثث عنها، موجهة دعوة للمسؤولين لمتابعة عروض الفنان الكوميدي «حمزة الطاهر» الذي يسخر في إنتاجاته على تدبير الإعلام بالمغرب.