دق ادريس الودغيري، المدير العام لشركة لوسيور كريسطال ناقوس الخطر محذرا من اجتياح الزيوت المهربة للأسواق المغربية، والتي تدخل المغرب من الجزائر عبر الحدود الشرقية للمملكة. وكشف الودغيري خلال مؤتمر صحفي نظم أول أمس بالدار البيضاء لتقديم الحصيلة السنوية لمجموعة لوسيور كريسطال، أن الزيوت المهربة من الجزائر باتت تشكل ثلث الاستهلاك في المناطق الشرقية وأكثر من 5 في المائة من حصة السوق المغربي، وهو ما يفوق حصة فاعل قائم الذات في القطاع منذ سنوات، مؤكدا في هذا السياق أن حجم الزيوت الجزائرية التي تلج إلى الموائد المغربية تراوحت بين 15و 20 ألف طن في 2012، مع ما يشكله ذلك من خطر على المستوى الاقتصادي ، في إشارة إلى تملص هذه البضاعة من أية رسوم جمركية أو ضريبية ، وتهديدها لمئات مناصب الشغل التي يؤمنها القطاع ، بالإضافة إلى خطورتها الصحية في إشارة كذلك إلى تملصها من أية مراقبة للصلاحية والجودة. واعتبر الودغيري أن ظاهرة تهريب الزيوت مستمرة في التفاقم خلال السنوات الأخيرة خصوصا بعد الربيع العربي ، مدعومة بالفرق الشاسع في الأسعار بين المنتوج المغربي الخاضع لسلسلة من الرسوم الضريبية والجمركية، والمنتوج المهرب الذي يستفيد بالإضافة إلى تملصه ضريبيا وجمركيا من دعم رسمي من الدولة الجزائرية يتراوح بين 30 و40 في المائة من سعر البيع، ولم تفلح السلطات المغربية التي تشن حربا يومية ضد التهريب بالمناطق الشرقية في الحد من اجتياح الزيوت الجزائرية «الرخيصة». ورغم ارتفاع أسعارها وطنيا بشكل حاد، بعدما قفزت أسعار الصوجا دوليا لأرقام قياسية، فإن ذلك لم يمنع من نمو الاستهلاك الوطني لزيوت المائدة بحوالي 2 في المائة خلال 2012 . وهو ما مكن شركة لوسيور كريسطال من تحقيق نتائج مالية جيدة بالمقارنة مع الكبوة التي عرفتها سنة 2011 ، حيث نما رقم معاملاتها بأكثر من 6 في المائة كما حققت أرباحا صافية تقارب 120 مليون درهم ، وتنوي المجموعة التي شهدت تغيرا كبيرا على مستوى هيكلتها بعد دخول «صوفيبروتيول» ب 41 في المائة من رأسمالها ، تنويع منتوجاتها وتدعيمها محليا خصوصا في مجال زيت الزيتون الذي انخرطت فيه بقوة ضمن مخطط المغرب الأخضر، منخلال إحداث مجموعة من ضيعات شجر الزيتون وكذا عباد الشمس الذي مازال في حاجة ماسة إلى التطوير وتشجيع الفلاحين على الإقبال على زراعته.. لم تغب المأساة التي تعيشها النساء المغربيات المحتجزات في مخيمات لحمادة بتندوف عن أشغال ندوة «الثقافة المزدوجة في صيغة المؤنث: التحديات والامكانيات». فقد استحضر المشاركون في هذه الفعاليات، التي نظمت السبت الماضي بقاعة متحف الفنون الجميلة بمدينة أورليان (وسط فرنسا) الوضع القاتم الذي تعيشه آلاف النساء المغربيات الصحراويات، منذ ما يقرب من 40 عاما، في مخيمات لحمادة بتندوف. وجدد الحسن مهراوي، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في أوروبا نهاية العرض الذي قدمه حول «تاريخ هجرة المرأة المغربية، والذي تطرق فيه لتطور هذه الظاهرة وقارب فيه أسباب وعوامل الظاهرة من زاوية رصد تحدياتها وفرصها، النداء من أجل تظافر الجهود من أجل تحرير النساء المغربيات الصحراويات بمخيمات لحمادة بتندوف، مؤكدا أن هذا الوضع «يحرمهن من أي آفاق مستقبلية». وشاركت مهراوي في هذا النقاش، خلال هذه الندوة التي حضرتها شخصيات مغربية وفرنسية وعدد من الفاعلين الجمعويين الفرنسيين من أصل مغربي، الباحثة في العلوم الاجتماعية، ماري فيرونيك باناس من جامعة تور، التي أبرزت ضرورة تعبئة الكفاءات النسائية حول الاشكاليات التي تهم على الخصوص الالتزام المدني والحصول على الحقوق والمساواة. كما قارب هذا اللقاء، الذي يندرج في سياق الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، ضمن مائدة مستديرة حول موضوع «النساء والحياة العامة» تميزت بمشاركة خديجة الرويسي نائبة رئيس مجلس المستشارين، والمنتخبة البلدية الفرنسية من أصل مغربي، هيبة زيدوتي، وضع المرأة المهاجرة في الديار الفرنسية خصوصا، ومدى تمكنها من فرض مكانتها في الحياة العمومية في بلد الإقامة. ومن بين المواضيع كذلك التي ناقشها هذا اللقاء، الذي نظم بمبادرة من القنصلية العامة للمغرب بمدينة أورليان الفرنسية، وضع المرأة المقاولة وذلك من خلال مداخلات خلال هذه المائدة عنونت ب«المقاولة النسائية: مفتاح التحرر» لكل من ادريس العلوي عن الوكالة الأورو متوسطية للعمل والتبادل بمونبوليي، الذي قدم تجارب نساء مهاجرات، وحكيمة الهايتي سيدة اعمال ورئيسة الأممية الليبرالية، التي شددت على إمكانية المرأة في الإبداع والخلق. وقد تمكنت هذه الموائد المستديرة من «دراسة السبل (المؤسساتية والجمعوية وغيرها) الكفيلة بتعزيز إمكانات اندماج وتفاعل وانخراط النساء الفرنسيات من أصل مغربي في الحياة العامة، وذلك من خلال توعية مناسبة ترتكز على نشر المعلومة (الاجتماعية والقانونية) ذات الجودة فضلا عن مواكبة فعلية وفعالة». كما حاولت المساهمة في «تفكيك العديد من الأفكار المسبقة والأحكام الجاهزة» ذات العلاقة بالعديد من القضايا، من قبيل اندماج المرأة والهوية الدينية، مع العمل على تطوير إحداث فضاء للقاء بين النساء من الضفتين لبناء «علاقات تضامنية فعالة ومتبادلة وإقامة مشاريع مشتركة». كما كان هذا الملتقى كذلك فرصة لإبراز «الالتزام الصارم للمغرب لتعزيز مقومات دولة عصرية تسودها المساواة» ،وهو الالتزام الذي أصبح دستوريا من خلال اعتماد مبدأ المناصفة في دستور يوليوز 2011 . ويعكس كل ذلك «الرغبة الثابتة في تقوية مسلسل تمكين النساء، وضمان مختلف حقوقهن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية». هذا وقد تم الاحتفاء، خلال هذا اللقاء، الذي نظم بدعم من الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالمغاربة القاطنين بالخارج، وعمدية المدينة والمجلس الجهوي للوسط وبشراكة، مع المركز الوطني للإعلام حول النساء والعائلات والمجلة المغربية «لكل النساء»، بسيدات ناجحات بتوشيحهن ب«خلالة» عربون مساهمتهن في التنوع الثقافي. وهكذا تم خلال هذا الحفل الذي كانت ضيفة شرفه لطيفة بن زياتن، والدة الرقيب الفرنسي من أصل مغربي عماد بن زياتن، الضحية الأولى للمتطرف الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح مرتكب مجزرة تولوز السنة الماضية والتي خلفت سبعة قتلى، تكريم مينة مشاش عن دورها في الرقي بالعمل الاجتماعي، ومليكة فاضل بخصوص المقاولة الذاتية، وثريا دهمج عن العمل السياسي ونجاة جميل في العمل الجمعوي، وربيعة القطبي في الفن.