عاد جلالة الملك محمد السادس الأحد إلى أرض الوطن في ختام جولة إفريقية قادت جلالته إلى كل من السنغال والكوت ديفوار والغابون. ومكنت الزيارات الرسمية لجلالة الملك لكل من السنغال والكوت ديفوار والغابون ، والتي تندرج في إطار تعزيز الحوار والتعاون جنوب - جنوب ، من ترسيخ الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المملكة والبلدان الثلاثة الإفريقية الشقيقة وكان جلالة الملك محمد السادس والرئيس الغابوني علي بونغو أونديمبا دعيا، في بيان مشترك، السلطات الجديدة في جمهورية إفريقيا الوسطى إلى إجراء حوار سياسي مع جميع الفاعلين في البلاد « بدون استثناء ، ووفق روح اتفاقيات ليبروفيل» . وجاء في البيان المشترك أن جلالته والرئيس الغابوني سجلا التحول الذي حصل على مستوى قيادة الدولة في إفريقيا الوسطى ، ودعيا السلطات الجديدة في هذا البلد إلى « الحفاظ على السلم المدني وضمان سلامة الأجانب، وإقامة حوار سياسي بين جميع الفاعلين في إفريقيا الوسطى من دون استثناء، وذلك وفق روح اتفاقيات ليبروفيل المبرمة في 11 يناير 2013». وفي هذا الصدد جدد قائدا البلدين تمسكهما القوي بوحدة وسيادة هذا البلد ووحدته الترابية . وبخصوص الوضع في مالي، جدد جلالة الملك والرئيس الغابوني تمسكهما الراسخ بوحدة وسيادة هذا البلد الشقيق وبوحدته الترابية ، وأدانا بشدة العمليات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية بهدف زعزعة استقرار منطقة الساحل والصحراء. مشيدين بالعمليات المشتركة التي تقوم بها القوات الفرنسية والإفريقية لتمكين دولة مالي من استعادة سيادتها على مجموع أراضيها . وأكد البيان أن « هذه العمليات تؤكد ضرورة وضع استراتيجية شاملة والقيام بعمل مشترك لمواجهة التهديدات ومخاطر عدم الاستقرار» ، وأن الجانبين دعيا إلى « تفعيل سريع لقرار مجلس الأمن رقم 2085 بأبعاده الثلاثة، السياسية والأمنية والإنسانية». وأشاد جلالة الملك والرئيس الغابوني بمبادرة « المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا « الرامية إلى مواكبة مالي في انجازها «خارطة طريق الانتقال « ولتحقيق مختلف الأهداف المحددة من قبل مجلس الأمن. ومن جهة أخرى نوه الرئيس الغابوني بالتزام المملكة المغربية بدعم النهوض بالتعاون جنوب - جنوب الذي جعلت منه أحد المحاور الأساسية لسياستها الخارجية. وأكد الرئيس على بانغو أونديمبا لجلالة الملك دعم بلاده لانضمام المملكة لمنطقة السلم والتعاون في جنوب الأطلسي، مبرزا أهمية المسلسل الذي أطلقه المغرب والرامي إلى تعزيز التعاون والاندماج بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي. كما أكد الرئيس الغابوني لجلالة الملك محمد السادس دعم بلاده لإقامة علاقات مؤسساتية بين المغرب و»المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا» و»المجموعة الاقتصادية والنقدية لدول وسط إفريقيا» ، وخاصة من خلال منح المغرب صفة ملاحظ على غرار تلك التي حصل عليها ضمن «المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا». وأضاف البيان أن قائدي البلدين سجلا بارتياح الاهتمام المتزايد الذي أصبحت تحظى به إفريقيا في سياق دولي يتميز بالركود، وذلك بالنظر للشراكات المتعددة التي تربط القارة الإفريقية بالبلدان المتقدمة الكبرى والبلدان الصاعدة.