حققتم رقما مهما على الصعيد الوطني في التبرع بالدم خلال الحملة التي نظمت ما بين 08 و 24 مارس، كيف ترون هذا الأمر؟ حملات التبرع هي محطة تحسيسية لنشر ثقافة التبرع بالدم وتحسيس المواطنين بأهمية ذلك، وترسيخها حتى تصبح سلوكا اعتياديا، والحملة إن كانت قد انتهت يوم 24 مارس، فإن أبواب المركز مفتوحة دوما لاستقبال المتبرعين، ونتمنى أن نصادف إقبالا كبيرا ، كما هو الحال بالنسبة لأيام الحملة، التي وقفنا خلالها على روح قوية للتآزر والتضامن لمواطنين من مختلف المستويات والأعمار. ما هي المؤشرات التي توضح الحاجة الماسة للتبرع بالدم؟ علينا أن نعلم بأنه في كل 3 ثوانٍ يكون هناك مواطن محتاجا للدم، ومن بين كل 10 مرضى يلجون المستشفى هناك مريض واحد يكون في حاجة للدم. هذا في الوقت الذي لاتتجاوز فيه نسبة التبرع وطنيا 0.85 في المائة، و 1 في المائة بالدارالبيضاء على أحسن تقدير، أخذا بعين الاعتبار أن منظمة الصحة العالمية تدعو إلى ضرورة الوصول إلى نسبة 3 في المائة من المتبرعين، مع الإشارة إلى أن المركز يقدم خدمات استعجالية في كل وقت، مما يستوجب معه أن تتسم عملية التبرع بالدم بالاستمرارية لا بالموسمية. فالتبرع بالدم ليس مسؤولية المركز فقط ، وإنما مسؤولية جماعية، ولايمكن للوصول إلى الاكتفاء الذاتي إلا من خلال تعبئة جماعية، سيما بالنسبة للمجتمع المدني. هناك بعض المعلومات التي قد تشوش على التبرع بالدم والمتعلقة ببيعه، كيف توضحون ذلك؟ هي إشاعة بالفعل قوية في المجتمع، لكنها كاذبة، تجعل الإنسان يتثاقل أو يمتنع عن التبرع بالدم، في حين أن الدم لايباع ولايشترى، فهو ليس له ثمن. أما المقابل الذي يؤدى للمستشفى أو المصحة، لأنه ليست هناك علاقة مباشرة مع الأشخاص الذين يحتاجون للدماء، فهو ثمن الخدمة التي أجريت على الكيس الذي تبلغ سعته 200 مللتر، وذلك لتأهيله من خلال مراحل يمر منها الدم حتى يكون جاهزا لتسليمه للمريض، ويشمل كلفة التحاليل «التي تهم التهاب الكبد الفيروسي بأنواعه، الايدز، الزهري ...»، العتاد التقني، التخزين، وثمن الكيس نفسه، لأن الأكياس هي خاصة ومعقمة، تمنع تخثر الدم، وتحتوي على مواد تغذي الخلايا، تمنع تسرب الجراثيم وبالمقابل تسمح بتسرب الأوكسجين. ويبلغ سعرها 360 درهما ، أما في الخارج فيقدر سعرها بأكثر من 120 أورو، علما بأن هذه التكاليف هي مغطاة 100 % لمن يتوفر على تغطية صحية، وكذلك الأمر بالنسبة لنظام «راميد»، والأكياس المعنية بشكل أكبر هي التي تخص مركز الكريات الحمراء. ونحن نفتخر بجودة الدم المسلمة والكفاءة المهنية للأطر العاملة بالمركز، فضلا عن وجود قوانين مؤطرة تحيط الدم في جميع مراحل استعماله للوصول إلى جودة عالية بشروط السلامة العليا. مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدارالبيضاء