يعد أن حددت آجالا للالتزام بالقوانين تحت طائلة إغلاقها، السلطات المحلية بمكناس تشن حملة واسعة على مقاهي الشيشة وأصدرت قرارات الإغلاق في حق البعض منها تراوحت مدتها ما بين 20 و90 يوما فيما سحبت رخص مزاولة النشاط بالنسبة لمقهيين، ومازالت الحملة مستمرة. وبرر أحد أعضاء اللجنة الإقليمية المشكلة لهذا الغرض مدد الإغلاق المتفاوتة بكون البعض سبق وأن تم إنذاره، بل هناك من تم إغلاق محله لمدة شهر ووقع على التزام بعدم العودة لمزاولة هذا النشاط مع عدم السماح للقاصرين بولوج محلاته، إلا أنه سرعان ما تنصل من هذا الالتزام غير عابئ بما سيترتب عن ذلك، الأمر الذي جعل لجنة المراقبة تصدر قرارات متفاوتة. واضطرت مصالح الجماعة الحضرية للتدخل خلال الآجال القانونية التي حددتها لها رسالة سابقة لولاية و عمالة مكناس للقيام بالمتعين تحت طائلة لجوء السلطة المحلية لتفعيل المادة 77 من القانون 78.00 المتعلق بالميثاق الجماعي ، بعد أن تلقت مصالح العمالة و السلطات الأمنية والجماعة الحضرية لمكناس شكايات من العديد من المواطنين الذين يعانون من الأضرار التي لحقت بهم جراء استغلال بعض المقاهي لإعداد الشيشا و استهلاكها من طرف قاصرين من الجنسين، والإغلاق المتأخر الذي ينتج عنه في غالب الأحيان إزعاج الجيران. و قد عاينت لجنة المراقبة المتكونة من مصلحة الشؤون الاقتصادية بكل من الجماعة الحضرية وعمالة مكناس وفرقة الأحداث وفرقة محاربة المخدرات، الحالة الواقعية بالعديد من المقاهي غير المتوفرة على المواصفات القانونية من تهوية ومرافق صحية وغياب شروط السلامة والوقاية، كما وقفت اللجنة على عدة خروقات و مخالفات تمس بالأمن و الأخلاق العامة ، لاسيما ما يتعلق باستدراج القاصرين و القاصرات و معظمهم من تلاميذ و تلميذات المؤسسات التعليمية . و جدير بالإشارة إلى أن عدة مقاهي و أمكنة بالمدينة القديمة ( الزيتون ، مرجان ، الوفاق ، حي السلام، ) والمدينةالجديدة خاصة بحمرية وبلاص دارم قد تحولت إلى «أوكار» أصبحت قبلة قوية تجذب إليها اليافعين و اليافعات حيث تمارس داخلها كل الأنشطة المضرة بعقول و أجسام روادها بسبب مختلف السموم المقدمة لهم ، حيث تتحول الأمكنة المعدة لاستهلاك الشيشا إلى فضاء مستباح للقيام بكل شيء و تناول كل شيء و لا يهم أصحاب تلك الأمكنة الا الأرباح المادية التي يجنونها على حساب سلامة أجساد و عقول الزبناء و الرواد. وهناك من حول نشاطه التجاري إلى مقهى لتقديم الشيشا لما تدره من أرباح. والمأمول أن تتواصل حملات السلطات المحلية بمعية السلطات المختصة تجاه مقاهي الشيشة ، لتشمل إغلاق ما تبقى من محلات لم تصلها بعد هذه الحملة. فهل ستصلها ؟ الزمن وحده هو الكفيل بالإجابة عنها. وعلى كل حال، يمكن القول إن الحملة على مقاهي الشيشة والقرارات الصادرة في حقها لقيت ارتياحا لدى ساكنة المدينة، فهل تستمر العملية؟