كشفت «جمعية النهوض بميناء الدارالبيضاء «أمس عن آخر استعداداتها لإطلاق أكبر برنامج احتفالات ستشهده المدينة احتفاء بالذكرى المئوية لميناء الدارالبيضاء، حيث تعتزم الجمعية التي تأسست في دجنبر 2012، من طرف مؤسسات وازنة كالوكالة الوطنية للموانئ ومجموعة OCP، ومرسى المغرب، SOMAPORT وMass céréales وشركة المنار / سي جي إي، تنظيم احتفالات لمائة يوم متوالية ستصرف لها مبالغ ضخمة لتأمين برنامج حافل وغني بالأنشطة العلمية والثقافية والفنية والرياضية، سينطلق ابتداء من 2 أبريل القادم ويستمر إلى غاية 22 يونيو 2013. وحسب ما أعلنه المنظمون خلال مؤتمر صحفي عقد بالمناسبة، فإن الاحتفال بمئوية ميناء الدارالبيضاء، يهدف إلى تثمين هذا الصرح الذي ساهم بقوة وفعالية في نمو وتطور المدينة والجهة والمملكة بصفة عامة. كما تهدف هذه المناسبة أيضاً إلى استعادة تاريخ ميناء الدارالبيضاء، وتسليط الضوء على الدور الذي يقوم به هذا الميناء والتعريف على نطاق أوسع بكل جهة فاعلة تتدخل في القطاع المينائي الوطني، إلى جانب تحسيس المتدخلين والشركاء والعموم بالجهود التي تبذل في سبيل تطوير الموانئ بشكل عام وميناء الدارالبيضاء على وجه الخصوص. كما يشكل الاحتفال بمئوية ميناء الدارالبيضاء، فرصة مهمة لرصد التحديات الاستراتيجية التي تواجه هذا الميناء، والعمل على مواجهتها لمواصلة تعزيز إنجازاته وتطوير إمكانياته، والنهوض بالبنية التحتية والفوقية للرفع من مستوى الخدمات اللوجستية وتقوية القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني. كما تشكل هذه التظاهرة، مناسبة للاحتفال بكل الأحداث البارزة التي ميزت تاريخ هذا الميناء. وقد انطلقت أولى الأشغال في ميناء الدارالبيضاء في 2 ماي 1907 والتي عهدت للشركة المغربية صاحبة الامتياز وشركة شنايدر بشراكة مع شركة فينيي، حيث تكفلت بتنفيذ تحسينات على ميناء الدارالبيضاء، بما في ذلك بناء رصيف فورتوني. في يوليوز وغشت1907، توقفت الأشغال بسبب الأحداث الدامية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء. وفي 25 مارس 1913 تم اتخاذ قرار اختيار الفاعل الذي أوكلت له مهمة بناء ميناء الدارالبيضاء الذي بدأ يأخذ شكله التقريبي النهائي، وقد تم الإعلان عن الفائز بالمناقصة من طرف لجنة المناقصة. وتمكن التكتل الفرنسي، الذي كان يتألف من «الشركة المغربية» وشركة دوكروسو والإخوة هيرسينت Hersent، من الظفر بصفقة المشروع بتكلفة 44110000 فرنك بدلا من مبلغ 50 مليون فرنك التي حددت كسقف أعلى في المناقصة. وفي 16 أكتوبر 1913، قام السلطان مولاي يوسف بزيارة الدارالبيضاء، يرافقهالقنصل الفرنسي بهذه المدينة، حيث اطلع على تقدم سير أشغال البناء في أوراش الميناء. ويشكل نشاط ميناء الدارالبيضاء عصبا اقتصاديا وماليا استراتيجيا للاقتصاد الوطني، فقيمة السلع العابرة سنويا تقدر بحوالي 100 مليار درهم سنويا، أي ما يعادل 22% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة . يبلغ عدد فرص العمل التي يوفرها الميناء أزيد من 10 آلاف منصب مباشر بمؤهلات مختلفة و35 ألف فرصة عمل غير مباشرة. تبلغ مساحة ميناء الدارالبيضاء 605 هكتارات، ويصل طول أرصفته إلى حوالي 8 كلم مما يؤهله لاستقبال 35 سفينة في وقت واحد، وهو يعد مركبا مينائيا متعدد الأنشطة، يؤمن عبور البضائع بمختلف أنواعها.