أكد عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، أن الاستراتيجية الوطنية المينائية في أفق سنة 2030 تروم تمكين المغرب من موانئ عصرية ومتطورة تشكل رافعة أساسية لتعزيز موقع المغرب كمحطة لوجيستيكية هامة في حوض البحر الأبيض المتوسط. وأوضح رباح في عرض قدمه أمام الملك محمد السادس بمناسبة مراسيم التوقيع على الاتفاقيات المتعلقة بتمويل وتدبير المركب المينائي «الناظور غرب المتوسط»، أن هذه الاستراتيجية، التي تعتمد رؤية واضحة وشمولية للقطاع المينائي وتكتسي طابعا استباقيا وتشاركيا، تشكل كذلك آلية فاعلة لتدعيم التنافسية الاقتصادية الوطنية والمساهمة في إعداد التراب الوطني والتنمية الجهوية. وأضاف الوزير أن الاستراتيجية المينائية تتأسس على ثلاثة مكونات رئيسية تتمثل في نتائج الاستراتيجيات القطاعية وتوقعاتها في مجالات الصناعة والفلاحة والصيد البحري والطاقة والفوسفاط واللوجيستيك والسياح،، والتوقعات الاقتصادية الوطنية في أبعادها المتنوعة والمختلفة، وتطور الطلب المينائي الدولي، والاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز للمغرب بوصفه الملتقى الطبيعي للطرق البحرية العالمية. وتم على هذا الأساس، حسب الوزير، اعتماد مقاربة جديدة أساسها مفهوم القطب المينائي الذي سيمكن كل جهة من جهات المملكة من تعزيز مزاياها ومواردها وبنياتها التحتية، ويدفعها للاستفادة من الحركية الاقتصادية التي تحدثها الموانئ، حيث تم تحديد ستة أقطاب مينائية كبرى. وهكذا ستتركز أنشطة القطب المينائي للمنطقة الشرقية، المتمركز حول ميناء الناظورالمدينة وغرب المتوسط، على نقل العربات والمسافرين ورواج المحروقات والفحم والحاويات والرحلات السياحية والترفيه، فضلا عما سيتيحه مشروع الميناء الجديد الناظور غرب المتوسط من فرص مستقبلية إضافية. أما القطب المينائي الشمال الغربي، المعني بالمسافنة ونقل العربات والمسافرين والرحلات السياحية والترفيه، فيتكون من ميناء طنجةالمدينة، الذي سيخصص للرحلات البحرية والترفيهية، وميناء طنجة المتوسط الذي سيكون بالفعل مركبا مينائيا حقيقيا يتميز بالمسافنة وببعديه الدولي والوطني. ويعد القطب الثالث القنيطرة - الدارالبيضاء متعدد الاختصاصات، حيث سيتيح مشروع ميناء القنيطرة الأطلسي فرصا مستقبلية مهمة ودعما قويا للأروجة المنطلقة من أو المتجهة إلى الغرب وسايس واللوكوس والمناطق الحرة كالمنطقة الحرة أطلنتيك أو المنطقة الحرة بطنجة أو المناطق الحرة بجهة مكناس وفاس. أما القطب المينائي دكالة عبدة، فيرتقب أن يصبح مركزا صناعيا وطاقيا رئيسيا، خاصة مع بناء ميناء جديد جنوبآسفي، ستنطلق الأشغال به قريبا، وسيخصص لرواج الفحم في مرحلة أولى وللفوسفاط ومشتقاته في مرحلة ثانية، إضافة إلى الميناء الجديد شمال الجرف الأصفر المخصص للغاز الطبيعي المسال والمحروقات. وسيتم توسيع خدمات القطب المينائي سوس تانسيف بفضل الطريق السيار ومشروع السكة الحديدية بين مراكش وأكادير بغية تخصيصه لتوقف السفن السياحية ودعم الأنشطة الترفيهية البحرية وتطوير أنشطة الصيد البحري وإصلاح السفن. كما سيتم في إطار قطب الجنوب إنجاز مركب مينائي كبير بجهة وادي الذهب لكويرة على مياه عميقة خارج الخليج لمواكبة التطور الاقتصادي المهم الذي تعرفه المنطقة واستيعاب الحركة المستقبلية لتداول منتجات الصيد، مما سيجعله أداة لوجيستيكية واقتصادية لهيكلة جنوب المملكة.