في مباراة رتيبة تفتقد للدفء الجماهيري، صنع فريق الرجاء البيضاوي فوزاً ثميناً على حساب حسنية أكادير بهدفين مقابل لاشيء، وكان بإمكان الفريق الأخضر أن يضاعف الحصة أو يثلثها لو أحسن لاعبوها ترجمة فرص التهديف التي خلقوها، كما أن لاعبي الحسنية ناوروا ورسموا صورة مشرفة، وخلقوا بدورهم فرصاً للتسجيل. وقد عزا المتتبعون رتابة المباراة إلى غياب الجمهور الذي يضفي توابل التحفيز، ويخلق الأجواء الاحتفالية التي من شأنها أن تشجع اللاعبين على الإبداع في العطاء وإفراز منتوج تقني يزرع الحماس في المدرجات. الهدف المبكر للرجاء وقعه ياسين الصالحي بضربة رأسية في الدقيقة 14، وهو هدف جميل كان بالإمكان أن يحرك الجماهير لو لم تصدر اللجنة التأديبية قرار العقوبة في حق الرجاء، وجاء الهدف الثاني بواسطة أولحاج الذي شغل منصب لاعب وسط ميدان عوض اللعب في مكانه الأصلي كمدافع. ولعل الهدف الثاني كان له تأثير على عطاءات لاعبي الفريق الخصم الذين ناوروا بشكل محتشم، وبأسلوب يفتقد للنجاعة اللازمة. «ما أقبح أن تلعب بدون جمهور»، هذه هي اللازمة التي استمعنا إليها من بعض لاعبي الفريقين. وبالفعل، فالشعارات والتصفيقات والهتافات... الصادرة عن الجماهير تضفي على المباريات نكهة خاصة وتحفز اللاعبين على مضاعفة الجهود لتقديم منتوج كروي في مستوى التطلعات. وإذا كان فريق الرجاء البيضاوي خسر مداخيل هذه المباراة التي كان متوقعاً أن يتابعها جمهور غفير، فإنه كسب ثلاث نقط عزز بها رصيده في صدارة الترتيب في انتظار الدورات المتبقية من عمر الدوري، حيث سيشتد التنافس بين الرجاء البيضاوي والجيش الملكي. فريق حسنية أكادير، ورغم الهزيمة، فإن وضعه فوق خريطة الترتيب يبقى آمناً ومطمئناً. وقد أكد مصطفى مديح خلال اللقاء الإعلامي «إن هدفنا هو البقاء، ورغم أننا واجهنا فريقاً يبتعد عنا بمساحات كبيرة من حيث الموارد المالية والتركيبة البشرية، ورغم غياب خمسة عناصر أساسية عن صفوفنا فقد قدمنا عرضاً مشرفا»، ولم يفته التحدث عن المدرجات الفارغة، مطالباً الجامعة بإيجاد صيغ أخرى للعقاب عوض حرمان الجماهير من متابعة المباريات. من جانبه، شدد امحمد فاخر على غياب الحماس عن هذه المباراة، وناشد المسؤولين بالجامعة بالبحث عن أساليب للعقاب عوض إجراء المباريات بدون جمهور، لأن في مثل هذه الأساليب ضرر لخزينة الفريق، وحرمان للجماهير وتأثير على عطاءات اللاعبين. ومع ذلك يضيف فاخر «إن هذه المباراة عرفت سيلا كبيراً من فرص التهديف بالنسبة للطرفين معاً، وحسمنا نتيجتها خلال الدقائق العشرين الأولى». يبدو أن فريق الرجاء ماض بخطى ثابتة نحو معانقة اللقب، ولعل استمراره في صنع الإيجابي دورة بعد أخرى مؤشر على أن كل المكونات واعية بمسؤوليتها، وتتطلع الى تحقيق غايتها، لكن جبهة المنافسة مفتوحة على أكثر من واجهة من قبل الجيش الملكي.