يومه الاثنين يختتم جلالة الملك محمد السادس زيارته الرسمية لجمهورية السنغال، المحطة الأولى ضمن جولة إفريقية ستقود جلالته، أيضا، إلى كل من كوت ديفوار والغابون. وكان جلالة الملك قد حل عشية الجمعة الماضي بمطار ليوبولد سيدار سنغور الدولي بدكار، حيث استقبله الرئيس السنغالي ماكي سال وأعضاء من الحكومة السنغالية. كما تم تخصيص استقبال شعبي واستثنائي لجلالته من قبل سكان العاصمة السنغالية. وقد ترأس جلالة الملك ورئيس الجمهورية السنغالية، ماكي سال، يوم السبت بالقصر الرئاسي بدكار، حفل التوقيع على اتفاقيتين للتعاون الثنائي بين البلدين. وتتعلق الاتفاقية الأولى بالنقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع ، ووقعها وزير التجهيز والنقل عزيز رباح ووزير البنيات التحتية والنقل السنغالي تييرنو ألاسان سال. أما الاتفاقية الثانية، وهي بروتوكول اتفاق للتعاون في ميادين المعادن والهيدروكاربورات والكهرباء والطاقات المتجددة، فوقعها وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة فؤاد الدويري ووزير الطاقة والمعادن السنغالي ألي نغوي ندياي. ويندرج توقيع هاتين الاتفاقيتين في إطار الشراكة الإستراتيجية المتعددة والإرادية التي تربط البلدين ، كما يعكس مرة أخرى ، إرادة قائدي البلدين في الرقي بالتعاون الثنائي إلى مستوى انتظارات الشعبين الشقيقين. ومن جهة أخرى، وبمناسبة هذه الزيارة الرسمية، استقبل جلالة الملك، يوم السبت، كلا من الوزير الأول السنغالي عبدول امباي، ورئيس الجمعية الوطنية السنغالية مصطفى نياس. كما استقبل جلالته الشيخ مداني مونتاكا طال، شيخ الأسرة التيجانية العمرية بدكار، الذي كان مرفوقا بشقيقه الشيخ سعيد نورو طال؛ والسيد محمد لامين نياس، شقيق الخليفة العام لأسرة نياس التابعة للطريقة التيجانية بمدينة كولك الشيخ تيديان ابراهيم نياس ؛ و الشيخ عبد العزيز سي الابن الناطق الرسمي وممثل الأسرة التيجانية بمدينة تيواون ممثلا للخليفة العام الشيخ تيديان سي المختوم . وليلة وصوله إلى العاصمة دكار، وفي خطاب ألقاه خلال مأدبة عشاء أقامها على شرفه الرئيس السنغالي، أعرب جلالة الملك عن الأمل في أن ترتقي الشراكة القائمة بين المغرب والسنغال، اللذين يرتبطان بعلاقات قوية وحيوية ومتميزة، إلى شراكة « إستراتيجية ومتعددة الأشكال وإرادية». قال جلالته: «إن تبادل الزيارات الدورية بين المسؤولين السامين المغاربة والسنغاليين، وسن مشاورات دائمة بين بلدينا، إضافة إلى الدعم السياسي المتبادل والمنتظم، كلها عناصر مكنت من الارتقاء بالعلاقات بين بلدينا إلى مستوى شراكة نتطلع أن تكون إستراتيجية ومتعددة الأشكال وإرادية». وأبرز أن التعاون المغربي السنغالي اليوم يتميز بغناه وتنوعه، ويتجلى ذلك بالخصوص في القطاع الفلاحي، حيث تم إنجاز ضيعة «قطب الامتياز الفلاحي» في منطقة تياز، وقطاع الكهربة القروية في شمال السنغال، ومجال الأمطار الاصطناعية الذي يخضع لبرنامج يمتد عبر ست سنوات، والذي مكن من رفع مستوى التساقطات في المناطق المحددة لذلك. وأعرب جلالته عن عزمه الراسخ على العمل سويا مع الرئيس السنغالي لتعبئة كافة الإمكانات، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومحاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعيين. وسجل جلالته أن المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين عرفت ارتفاعا منتظما، دعمته دينامية النقل الجوي بربط المركزين الإقليميين : الدارالبيضاء وداكار، والآفاق الواعدة التي يفتحها المحور الطرقي الذي يربط المغرب والسنغال، عبر أراضي الجمهورية الموريتانية الشقيقة، مؤكدا انه يتعين الآن استكمال هذه الآلية بتحسين الاتصالات البحرية بين البلدين. ونوه جلالة الملك بالمجهودات المبذولة لتعبيد الطريق أمام الفاعلين الاقتصاديين، والتي بدأت تعطي ثمارها في تنام مستمر، بارتفاع وتيرة الاستثمارات المغربية الخاصة في السنغال، لا سيما في القطاعات البنكية والمالية والتأمين، معربا جلالته عن يقينه بأن هذه الدينامية المعززة بالتحسن المطرد الذي يعرفه مجال الأعمال، ستخلق لا محالة مزيدا من الاستثمارات المغربية الخاصة في قطاعات أخرى. ومن جهة أخرى، أعرب جلالة الملك عن ارتياحه لتطابق وجهات نظر البلدين فيما يتعلق بأهم القضايا الدولية والإفريقية، ولاسيما تجاه الرهانات والمخاطر المتنامية والمحدقة بالفضاء الاستراتيجي المشترك، المطل على المحيط الأطلسي والمجاور لمنطقة الساحل. وقال جلالته «إننا ننادي جميعا بإستراتيجية حل شامل لكافة التهديدات الأمنية في المنطقة برمتها، ولمتطلبات التنمية المستدامة، إستراتيجية يجتمع حولها كل الفاعلين المعنيين، في نطاق مقاربة جماعية، متضامنة ومنسجمة، تشمل شتى المجالات السياسية منها والإستراتيجية والاقتصادية». وأشاد جلالة الملك بالنهج الديموقراطي ،الذي تسلكه السنغال، مشيرا إلى أن «هذا المسار الرزين بشتى المعايير، لمن شأنه أن يدعم السمعة الديمقراطية للسنغال، هذه الدولة التي يضرب بها المثل في محيط قاري ما فتئ يعرف اهتزازات ومجازفات تنتمي إلى حقب عفى عليها الزمن». وبخصوص التعاون جنوب-جنوب، أكد جلالة الملك أن المملكة المغربية تضع المصالح الحيوية لإفريقيا، والتعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة، في مقدمة سياستها الخارجية، كما تعطي الأولوية للتعاون بين دول الجنوب، في نطاق من التضامن والمصلحة المتبادلة، بغية تحقيق تنمية بشرية مستدامة، أساسها صيانة كرامة الشعوب الإفريقية، ومنطلقها المساهمة الفاعلة من أجل تقدمها، في إطار السلم والأمن ، مبرزا أن السنغال تحتل في هذا الصدد «مكانة متميزة «. الرئيس السينغالي: العلاقات المغربية السنغالية جيدة للغاية وتعد بمستقبل أكثر إشراقا من جهته، أكد الرئيس السينغالي، في خطاب ألقاه خلال ذات مأدبة العشاء الرسمي، أن العلاقات المغربية السنغالية، التي تشهد باستمرار تحسنا وحيوية ،علاقات جيدة للغاية وتعد بمستقبل أكثر إشراقا. وقال الرئيس سال :إن التناسق الذي يميز العلاقات بين الرباطودكار يعكسه «التعاون المثمر الذي يشمل حوالي عشرة قطاعات تؤطرها 66 اتفاقية «. وبعدما أشاد الرئيس السنغالي ب «التميز السنغالي المغربي «، أكد أنه ما دام البلدان يتقاسمان نفس القيم ، وتحدوهما نفس الرغبة الأكيدة في تعزيز ما ورثاه عن الأسلاف فمن الطبيعي للغاية أن يدافعا عن نفس «القضايا التي تهم قارتنا وأمتنا والعالم». وقال « منذ زمن القوافل العابرة للصحراء وعهد الموحدين، دأب شعبانا على معرفة بعضهما البعض، ونسجا صداقة متينة ازدادت رسوخا عبر الزمان وتجاوزت تقلبات الظروف «، مضيفا أن زيارة جلالة الملك لدكار « تندرج في إطار ذلك المسار من تاريخنا المشترك المرتكز على القيم الأساسية التي تربطنا، وهي قيم تنهل من ينابيع الإيمان والثقافة «. كما أكد الرئيس السنغالي أن « كل سنغالية وكل سنغالي يحمل في وجدانه المغرب، البلد الذي يحظى بالاحترام والتقدير بفضل تاريخه وإشعاعه الدولي والاستقرار الذي ينعم به»، مشيدا بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المملكة ،على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. وقبل حفل العشاء هذا، قام جلالة الملك ، الذي كان يحمل وسام «النجمة الكبرى للاستحقاق الوطني بدرجة أسد « وهو أرفع وسام تمنحه جمهورية السنغال، بتسليم الرئيس ماكي سال قلادة الوسام المحمدي. وزير الخارجية السنغالي: لا يمكن تصور أي حل دائم بمنطقة الساحل والصحراء دون إشراك ومساهمة المغرب ومن جهة أخرى، اعتبر وزير الشؤون الخارجية السنغالي، مانكور ندياي، أنه لا يمكن تصور أي حل دائم ونهائي للأزمة في منطقة الساحل والصحراء، دون إشراك ومساهمة المغرب. وأكد رئيس الدبلوماسية السنغالية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الزيارة الملكية للسنغال، «إن المغرب جزء لا يتجزأ من فضاء الساحل والصحراء، ولا يمكن لأي أحد استبعاد المغرب من هذا الفضاء. فالمملكة قريبة جدا من المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (15 بلدا) حتى أنه لا يمكننا تصور حل دائم ونهائي للأزمة في الساحل ولاسيما في شمال مالي دون مساهمتها». وأبرز السيد ندياي أنه أخذا لهذا الواقع بعين الاعتبار، فإن المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا حرصت دوما على دعوة المغرب للمشاركة في مؤتمراتها، التي انعقد آخرها بياموسوكرو (كوت ديفوار). وقال «إننا نخوض حاليا حربا ضد الإرهاب والاتجار في المخدرات في كافة قطاع الساحل والصحراء، ونعلم أن المغرب يقدم لنا مساهمة فعالة في الجهود التي نقوم بها من أجل تحقيق الأمن بمنطقة الساحل والصحراء ومنطقة غرب إفريقيا». الاتفاقيات الأخيرة الموقعة بين المغرب والسنغال * يناير 2004 - التوقيع على اتفاقية رمز- السهم بين الخطوط الملكية الجوية والخطوط الجوية السنغالية تمكن كل شركة من بيع مقاعدها على رحلات دكار - الدارالبيضاءوالدارالبيضاء - دكار التي تؤمنها الشركة الشريكة. * أبريل 2004 - التوقيع بالدارالبيضاء على اتفاقية لإحداث مجلس رجال الاعمال مختلط بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمجلس الوطني لأرباب العمل بالسنغال * دجنبر 2004 : -التوقيع بالرباط على عدد من الاتفاقيات والمعاهدات للتعاون في المجال القانوني والقضائي بين المغرب والسنغال في ختام الدورة 13 للجنة المشتركة المغربية السنغالية وتتعلق هذه الاتفاقيات? على وجه الخصوص? بقطاع السجون? والتعاون في مجال الإدارة القضائية? ومساعدة السجناء ونقل الأشخاص المحكوم عليهم بين المغرب والسنغال? فضلا عن التعاون بين المعهد العالي للقضاء ومركز التدريب القضائي في السنغال. * يناير 2005 : - التوقيع بالدارالبيضاء على اتفاقيتين للتعاون في المجال المينائي بين مكتب استغلال الموانئ وميناء داكار واتفاقية للتعاون في المجال المينائي * مارس 2005 : - التوقيع بدكار على اتفاقية شراكة تقضي بإنشاء شركة بحرية مشتركة لإدارة وتشغيل سفن تؤمن الربط بين داكار وزيغينشور في منطقة كازامانس بالجنوب - التوقيع بداكار على عدد من اتفاقيات التعاون على مشاريع استثمار * مارس 2005 : - التوقيع بنواكشوط على اتفاقية بين المغرب وموريتانيا والسنغال تنص على إنشاء خط بحري بين موانئ هذه الدول الثلاث لتعزيز التجارة وتعزيز التعاون بينها * مارس 2005 : - التوقيع بالدارالبيضاء على اتفاقية لتعزيز التعاون التقني في مجال الأرصاد الجوية - التوقيع على مذكرة تعاون بين سوس ماسة درعة وفاتيك في السنغال * دجنبر 2005 : - التوقيع في أكادير على بروتوكول تعاون تتويجا لسلسلة من الاجتماعات بين جهة سوس ماسة درعة وفاتيك في السنغال عام 2005 * دجنبر 2005 : - التوقيع بفاس على بروتوكول تعاون وشراكة لإضفاء الطابع المؤسساتي على العلاقات والمبادلات بين المجلسين الجهويين للرباط سلا زمور زعير وداكار * دجنبر 2005 : - التوقيع بالصويرة على إعلان توأمة مدينة الصويرة وجزيرة دي غوري (السنغال) * يونيو 2006 : - التوقيع بدكار على اتفاق تعاون بين المكتب الوطني للمطارات وإدارة أنشطة الطيران بالسنغال * أكتوبر 2006 : - التوقيع بالدارالبيضاء على اتفاقية بين التجاري وفا بنك والبنك السنغالي التونسي * أكتوبر 2006 : - التوقيع بالدارالبيضاء على اتفاقية لشراء البنك السنغالي التونسي من طرف التجاري وفا بنك * نوفمبر 2006 : - التوقيع بالسنغال على عدد من اتفاقيات التعاون. ويتعلق الأمر باتفاقية حول الحماية المتبادلة للاستثمارات وتشجيعها واتفاقية إطار للتعاون والمساعدة التقنية في مجال تقنين وتنظيم قطاع البناء والأشغال العمومية واتفاقية تعاون في مجال الوقاية المدنية? واتفاقية تهم النقل الجوي والتعديل رقم 2 المتعلق بمخطط تطور وتأهيل الشركة الجوية السينغالية * دجنبر 2006 : - التوقيع بدكار على اتفاقية تعاون في مجالي الأمن واللامركزية * فبراير 2007 : - التوقيع بدكار على اتفاقية بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل والمكتب الوطني للتكوين المهني بالسنغال تتضمن عدة محاور للتعاون بين المؤسستين العموميتين * أبريل 2007 : - التوقيع بالرباط على بروتوكول اتفاقية في المجال الفلاحي والتنمية القروية * يونيو 2007 : - التوقيع بفاس على بروتوكول للتعاون اللامركزي في عدة مجالات بين مدينة فاس ومدينة روفيسك السنغالية * دجنبر 2007 : - التوقيع بفاس على اتفاق - إطار للشراكة المؤسساتية بين اتحاد جمعيات المنتخبين المحليين بالسنغال والجماعات المحلية المغربية * مايو 2008 : - التوقيع بدكار على اتفاقية امتياز للكهربة القروية لمدة 25 عاما بالسنغال بين المكتب الوطني للكهرباء والوكالة السنغالية للكهربة القروية * يوليوز 2008 : - التوقيع بالرباط على اتفاقية تعاون بين مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ السنغالي? قررت المؤسستان بمقتضاها إنشاء مجموعتين برلمانيتين * دجنبر 2009 : - التوقيع بمراكش على بروتوكول اتفاق بين مجلس جهة العيون ومجلس زيغوينشور السنغالي - التوقيع بمراكش على بروتوكول اتفاق بين المجلس الجماعي للكويرة والمجلس الجماعي غول-طابي السنغالي * فبراير 2010 : - التوقيع بالرباط على اتفاقية بين الشركة المالية الدولية? ومجموعة البنك العالمي? والمكتب الوطني للكهرباء. وبمقتضى هذه الاتفاقية تدشن الشركة المالية الدولية? فرع البنك العالمي مكلفة بتمويل المشاريع السوسيو-اقتصادية بإفريقيا? ودخولها في رأسمال كوماسيل بمعدل 16,6 بالمائة. * فبراير 2011 : - التوقيع بالرباط على بروتوكول اتفاق للتعاون بين حزب جبهة القوى الديمقراطية والحزب الإفريقي من أجل الديمقراطية والاشتراكية السنغالي? وذلك بهدف تعزيز علاقاتهما الثنائية وخدمة أهداف الحزبين علاوة على مصالح البلدين * فبراير 2011 : - التوقيع بالرباط على اتفاقية تعاون بين الفدراليتين المغربية والسنغالية لركوب الخيل * يوليوز 2011 : - التوقيع بدكار على اتفاقيات توأمة بين مدينة الداخلة ومدن سنغالية وفلسطينية * نونبر 2011 : - التوقيع بدكار على اتفاقية تعاون مغربية - سنغالية لفائدة عائلات قدماء المقاومين