(دوتشي ڤيلي) باسم يوسف، هذا الطبيب الجراح الذى غير مسار حياته وخاض تجربة جديدة تماما على العالم العربى، أصبح حاليا من الأسماء اللامعة في الإعلام المصري. فمن خلال برنامجه ومن خلال مغامرته هذه أصبح باسم يوسف من أكثر الإعلاميين مشاهدة فى مصر، وصار يتمتع بشعبية فى العالم العربى خاصة فى دول الربيع العربى.فقد اشتهر ببرنامجه السياسي الساخر «البرنامج»، الذي لقي صدى واسعا لدى المصريين «دوتشي ڤيلي» كان لها فرصة لقائه في القاهرة. باسم، في اعتقادك لماذا لايتقبل السياسيون ورجال الدين السخرية التي تقدمها فى برنامجك؟ لأن النقد الساخر يصل إلى قلوب الناس بسرعة، لأنه سلاح لايملكه كثير من رجال الدين والسياسة وبالتالى هم غير معتادين عليه ولايعرفون كيفية التعامل مع هذا النوع من النقد لذلك ردود أفعالهم تجاهه تكون أكثر عنفاً من النقد العادي. وبرأيك لماذا لايتقبل بالتحديد عدد كبير من الإخوان المسلمين ومنهم أيضا الرئيس، كما يقول البعضن النقد الساخر الذي تقدمه؟ أعتقد أنه بعد عقود من الإنغلاق والإضطهاد الذى عانت منه جماعة الإخوان المسلمين أصبح لديهم نوع من الخوف، نوع من الشك من أن هناك من يتآمرعليهم باستمرار، هناك من يتربص بهم. هذا نتاج طبيعى لسياسة الإنغلاق على مدار سنين طويلة. كما أن التكوين الفكرى للإخوان الذى يعتمد على فكرة «السمع والطاعة» يجعلهم مصدومين من انتقاد الناس لهم بعد انفتاحهم على المجتمع. وما أهمية النقد الساخر في هذه المرحلة؟ السخرية جزء من عقلية وتكوين الشعب المصرى، الناس هنا تسخر من كل شئ، تهزأ حتى من أكثر الأمور جدية، تشعر أن الضحكة تخفف من آلامهم ومن واقعهم، وفى ظل الظروف الحالية أعتقد أن السخرية خاصة من الواقع السياسى هى وسيلة تعطى الأمل للمصريين فى المرحلة الصعبة التى نعيشها. هناك عديد من البلاغات قدمت ضدك للنائب العام، ماهو موقفك منها؟ ليس لى موقف، أنا مستمر فيما أفعله وما أقدمه للناس، إلى أن نرى ما ستسفر عنه هذه البلاغات وهل ستعوق البرنامج فى المستقبل أم لا. ومن الذي يقدم هذ هذه البلاغات ضدك، من وراءها؟ فى أيام مبارك كانت السلطة هى التى تدفع مؤيديها ليقدموا البلاغات ضد خصومها. هل يحدث هذا الآن، لا أعلم، ربما يحدث لكن هذه مجرد تخمينات، لا يمكن أن أجزم بها. كيف تقيم الوضع السياسي الحالي بين الرئيس ومعارضيه ؟ يجب أن يكون هناك حوار حقيقى... أنا ممكن أن أجلس معك ونتحدث ونستمر فى الحديث ولا نصل لشئ.. لابد أن يكون هناك نية للتغيير، بدونها لن نصل إلى نتيجة. هل كنت تتوقع كل هذا الصخب ورد الفعل على «البرنامج»؟ (أجاب سريعا): لا لم أكن متوقع... (ثم صمت وابتسم وقال) : فى الواقع ليس هناك شئ متوقع فى مصر، لا يمكنك أن تعرف ما الذى سينجح مع الناس وما الذى سيفشل، كل شيء هنا فى صعود وهبوط ماهى أكبر المخاوف التى يشعر بها باسم يوسف حالياً؟ أكبر خوف عندي ليس القمع وليس تراجع مستوى الحريات. أكبر خوف هو اليأس، لابد أن يستمر الناس فى المقاومة ليصلوا إلى حرية الرأى التى نريدها جميعاً، لو استمرينا فى الصمود سننجح، لو توقفنا سنفشل. هل يعني ذلك أنك لا تخاف؟ لا لست خائفا و كما يقول المصريون «زي الفل».