على بعد دورة واحدة من نهاية الثلث الثاني من الدوري الاحترافي بدت معالمه تتضح، حيث ينحصر التنافس على اللقب بين كوكبة مكونة من الرجاء الجيش والوداد، فيما مازالت مجموعة من الفرق تتهددها مخالب النزول، الأمر الذي سيجعل الثلث الأخير من البطولة الجارية حارقاً والنقط في كل المباريات تزن ذهباً. أرسل فريق الوداد البيضاوي إشارات قوية على أنه أحد المتنافسين على لقب الدوري، وذلك عقب عودته بفوز صغير، لكنه يزن ذهباً من ملعب ميمون العرصي على حساب شباب الحسيمة، وهو الفوز الذي يبقي الفريق الأحمر ضمن كوكبة المقدمة المكونة من الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، وهي الكوكبة التي سنبثق عنها بطل الموسم الجاري. وإذا كان فوز الوداد البيضاوي قد عزز رصيد الحمر في مقدمة الترتيب، فإنه بالمقابل، جمد رصيد شباب الحسيمة في 22 نقطة، وأبقاه في موقع ضمن الأندية غير المؤمنة مع امتياز نسبي للفريق الريفي الذي أضحى مطالباً بتصحيح الوضع بعد هزيمتين متتاليتين أدخلته دائرة الضغوطات النفسية. فريق الدفاع الجديدي تنفس الصعداء بعد أربع هزائم متتالية، حيث فاز بملعب العبدي على أولمبيات خريبكة بهدف يتيم جاء من ضربة جزاء، لكنه أنعش الفريق الدكالي، وخصوصاً مدربه حسن مومن باعتبار هذا الفوز الأول من نوعه منذ تعاقده مع الدفاع الجديدي. وفي المقابل، فإن المدرب فؤاد الصحابي عجز خلال محطات الإياب في إيجاد التوليفة البشرية، والوصفة التكتيكية الناجعتين لتجاوز مرحلة الشك، والخروج بالتالي من المنطقة غير الآمنة، الأمر الذي يستدعي إيجاد الأساليب المساعدة على تحسين موقع الفريق الخريبكي فوق خريطة الترتيب. المدرب الكرواتي زوران حقق أول انتصار له منذ التحاقه بالنادي القنيطري بعد تعادلين وهزيمة، وجاء الفوز الصعب على فريق حسنية أكادير، وبذلك يكون القنيطريون قد تسلقوا بعض المراتب، وغادروا الصف الأخير، لكن وضعيتهم برصيد 17 نقطة غير آمنة، الأمر الذي يستدعي استثمار هذا الفوز في الرفع من معنويات اللاعبين نفسياً ومادياً.. لتحسين الموقع. فريق نهضة بركان مازال وضعه فوق فوهة بركان، حيث عجز عن استثمار امتياز الاستقبال وإن كان يلعب بوجدة أمام المغرب الفاسي خلال المباراة التي جمعت الطرفين وآلت نتيجتها إلى التعادل، ولعل نقطة واحدة لم ترض الفريقين معاً مادام البركانيون يتطلعون لمغادرة الصف الأخير، والفاسيون يطمحون لتقليص الفارق بينهم وبين كوكبة المقدمة. ويبدو والدوري يدخل ثلثه الأخير أن الوافد الجديد النهضة البركانية لم يجد الإيقاع الملائم لمسايرة ركب أندية الصفوة، ما يعني بأن مصيره على كف عفريت، واستمراره في حصد نفس النتائج سيعيده من حيث أتى. مباراة الوداد الفاسي ضد أولمبيك آسفي عادت نتيجتها لفائدة المحليين الذين عرفوا كيف يحسنون استثمار امتياز الاستقبال ليضخوا في رصيدهم ثلاث نقط ثمينة جداً، خصوصاً بعد هزيمتين متتاليتين. وبذلك يتصالح فريق الواف الذي يقدم منتوجاً كروياً مشرفاً مع جمهوره، لكن مازال وضعه فوق خريطة الترتيب غير مؤمن، ما يعني بأن عملا كبيراً ينتظر المدرب السويسري شارل روسلي خصوصاً على مستوى استغلال فرص التهديف. فريق الرجاء البيضاوي حقق فوزه الثالث على التوالي ليواصل جلوسه على كرسي الصدارة برصيد 42 نقطة، وجاء الفوز الذي كان سهلا على حساب النادي المكناسي المعذب في قعر الترتيب. وبقدر ما خدمت نتيجة المباراة مصالح الرجاء، بقدر ما زادت من تأزيم وضعية المكناسيين الذين يعيشون مرحلة فراغ على كافة المستويات، ولعل الانطلاقة غير المشرفة للكوديم، وعدم استقرار الادارة التقنية، والصراعات الداخلية والأزمات المالية... كل هذه العوامل أوصلت الفريق إلى وضعية مجهولة المصير، حيث أضحى مهدداً بمغادرة الدوري الاحترافي، إذا لم يتدارك الموقف خلال الثلث الأخير من البطولة. ويمكن القول، إن البرمجة كانت رحيمة بفريق الرجاء البيضاوي خلال المحطات الأولى من مرحلة الإياب، حيث استقبل بميدانه ثلاثة فرق تتقاسم الصف الأخير، وجنى على حسابها تسع نقط عزز بها رصيده في مرتبة الريادة. فهل سيستمر الزحف الرجاوي خلال المحطات المقبلة.