يدخل الدوري المغربي الاحترافي مرحلة الثلث الثاني، وهي مرحلة ستحمل معها بعض المتغيرات، سيما وأن خريطة الترتيب خلال محطات الثلث الأول لم تستقر على حال، ومع ذلك فالعناوين الكبرى للدوري الذي نسميه تجاوزا «احترافي»، بدت تلوح في سماء البطولة لم ترق إلى مستوى الانتظارات. إن أقوى محطة أفرزتها الجولة الحادية عشرة تلك التي تجمع الرجاء البيضاوي المتصدر لسبور الترتيب، والمغرب الفاسي المتطلع لتذويب الفارق والعودة إلى صف المطاردة المباشرة، ولعل الطموح الموحد للفريقين سيجعل الصراع محتدما، لكن ما يخشاه المتتبعون هو أن تعرف المباراة نهجا تكتيكيا مبالغا فيه، قد تغيب معه الفرجة، ويفرز بالتالي منتوجا كرويا لا يرقى إلى الحد الأدنى من التطلعات. صحيح أن الفريقين معا لهما باع، ووزن على الساحة الوطنية، ويقودهما مدربان لهما خبرة و ثقافة كروية، لكنهما يعترفان بقوة المباراة، لذلك سيعمل كل منهما على تفادي الهزيمة، وانتظار الأخطاء لاستثمارها في صنع الايجابي. فريق الجيش الملكي الذي مني الأربعاء الماضي بأول هزيمة اعتبرها العسكريون «شمتة» اللقاء المؤجل، سيستقبل فريقا يجر وراءه هزيمة قاسية، ويتعلق الأمر بحسنية أكادير، وبما أن الفريقين معا يرغبان في التكفير عن تعثر الدورة السابقة، فسيكون الفوز الخيار الوحيد، وإلا ستكون العاقبة وخيمة على مسيرة الفريقين، خصوصا الفريق العسكري الذي يتنافس على لقب الدوري. وبعد نشوة تحقيق الفوز الأول، يحط الوداد الفاسي الرحال بمركب محمد الخامس لمنازلة الوداد البيضاوي خلال مواجهة غير متكافئة، لكنهما قد تحمل معها بعض عناصر المفاجأة، لذلك سيتسلح المدرب بادو الزاكي بالحذر اللازم، وسوف لن يستصغر الفريق الخصم الذي تغيرت نتائجه، وتطور أداؤه مع قدوم المدرب الجديد / القديم السويسري شارل روسلي الذي جيء به لانتشال الواف من مخالب النزول كما حدث الموسم الماضي. قمة أسفل الترتيب ستجمع النهضة البركانية، والرجاء الملالي، وهما وافدان جديدان مازالا يبحثان عن الإيقاع الملائم لمسايرة الايقاع، لذلك يحتلان الصفين الأخيرين بفارق نقطة واحدة، وهذه مناسبة أمام المدرب عبد الرحيم طاليب لصنع الفوز بعد خمس هزائم متتالية، سيما وأن امتياز الاستقبال سيكون في صالح البركانيين، إلا أن الفريق الملالي، المنتشي بفوزه الأول، سيحاول ركوب تحد جديد لصنع رهان إيجابي جديد. ولأجل استبدال المواقع، سيعمل فريق شباب الحسيمة على هزم النادي القنيطري بملعب ميمون العرصي، خصوصا وأن نقطة واحدة تفصل بين الفريقين داخل ترسيمة الترتيب العام، إلا أن المدرب عبد القادر يومير، الذي سبق له أن أشرف على تدريب شباب الريف، يراهن على تفادي الهزيمة الأولى مع الكاك، وصنع المفاجأة بملعب لا يمنح الزوار نقط الفوز إلا نادرا. فريق الدفاع الجديدي، الذي حقق ثلاثة انتصارات متتالية، ويطمح لمواصلة صنع الإيجابي، سيكون في انتظار الفتح الرباطي، الذي استعاد توازنه خلال الجوالات الأخيرة، الفريقان معا يتطلعان لتأكيد الصحوة، وهذا ما يجعل المباراة قوية، ومتكافئة، ومفتوحة على كل الاحتمالات رغم امتياز الاستقبال. مباراة غير متكافئة ستدور بطموحات متباينة ستجمع النادي المكناسي، الذي حصدر هزيمتين متتاليتين، والمغرب التطواني الذي سيخوض مباراته الثالثة على التوالي خارج ميدانه، والذي يطمح إلى مصالحة الذات بعد هزيمة قاسية أمام الرجاء البيضاوي مساء الأربعاء الماضي، لكن المهمة لا تبدو سهلة أمام فريق يبحث عن تسجيل انتعاشة جديدة لمصالحة الجماهير المكناسية. تجدر الإشارة إلى أن التحكيم شكل نقطة سوداء خلال بعض المواجهات، وساهم في قلب موازين بعض اللقاءات، ليس فقط على مستوى النتائج، وإنما أيضا على مستوى المردود التقني، وما نتمناه خلال الثلثين المتبقيين هو أن يرقى التحكيم المغربي إلى تطلعات كل المتتبعين، علما بأن حكاما قادوا المباريات بنزاهة، وبدون أخطاء وأكدوا صرامتهم وموضوعيتهم في قيادة لقاءات رغم حساسياتها. البرنامج يومه السبت نهضة بركان - رجاء بني ملال - س 14 و30د الدفاع الجديدي - الفتح الرباطي - س15 يوم غد الأحد: شباب الحسيمة - النادي القنيطري - س14 الجيش الملكي - حسنية أكادير - س15 المغرب الفاسي - الرجاء البيضاوي - س15 الدوداد البيضاوي - الوداد الفاسي - س19 يوم الاثنين 10 دجنبر: النادي المكناسي - المغرب التطواني - س19.