لن يتمكن العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس من زيارة المغرب، كما سبق وأعلن عن ذلك، بسبب العملية الجراحية التي خضع لها أول أمس الأحد على مستوى العمود الفقري. وحسب الطبيب المشرف، فقد تكللت العملية بنجاح، غير أن خوان كارلوس سيحتاج إلى فترة نقاهة لا تقل عن شهرين، تمنعه من ممارسة أي نشاط عملي. وتأتي العملية الجراحية الجديدة لتسلط الضوء على الوضع الصحي للعاهل الإسباني، وتصاعد الدعوات التي تطالبه بالتنازل عن العرش لابنه الأمير فيليبي دي بوروبون ، باعتبار أنه صحيا لم يعد قادرا على أداء مهامه. وكان خوان كارلوس قد أجرى شهر نونبر الماضي عملية جراحية بعد أن أصيب بكسر في الورك الأيمن على إثر سقوطه بسلم أحد الفنادق في دولة بوتسوانا، حيث كان في رحلة لصيد الفيلة، وهو ما أثار زوبعة سياسية وإعلامية في إسبانيا آنذاك، حيث لم يستسغ الرأي العام كيف يقوم ملك البلاد بقتل هذه الحيوانات المهددة بالانقراض ، وقد أدى ذلك بخوان كارلوس إلى الاعتذار أمام الرأي العام الإسباني متعهدا بأنه لن يكرر ذلك مرة أخرى. وفيما انبرت بعض الأصوات والقوى السياسية الصغيرة للمطالبة بتغيير النظام الملكي برمته إلى نظام جمهوري، تدافع الغالبية من القوى السياسية والمدنية عن فكرة تسليم السلطة إلى الأمير فيليبي، معتبرة أن النظام الملكي ضمانة للاستقرار وللحفاظ على وحدة المملكة الإسبانية، في وقت تتقوى الأصوات المطالبة بالانفصال عن مدريد، خصوصا في إقليمكاطالونيا. ويرى عدد من المتتبعين أن صورة القصر الإسباني تعرضت للخدش في الآونة الأخيرة، وهو ما يتطلب إجراء تغيير هادئ يطمئن الرأي ويساعد إسبانيا على تجاوز محنها المتعددة، اقتصاديا، اجتماعيا وسياسيا. فبالإضافة إلى رحلة الصيد إلى بوتسوانا، يواجه صهر خوان كارلوس تحقيقا قضائيا يتعلق بنهب المال العام، قد يؤدي إلى جر الأميرة كريستينا بدورها إلى قفص الاتهام.