لم يفكر الاتحاديون في خلق فرع بالسجن سنة 1963، وقد كانوا بالآلاف، ولم يخطر ببالهم خلق فرع بسجن سلا سنة 1973، بل نسوا خلق فرع سنة 1979، أما الحديث عن 1981 الخالدة، عندما كان كل من المرحوم عبد الرحيم ومحمد المنصور وعبد الهادي خيرات وزمرة من المناضلين بسجن ميسور، إيماناً منهم أن في كل عائلة آنذاك فرع قائم الذات بالاتحاد، فمن العار أن نتجاهل تاريخ بلادنا، فهو امتداد للحاضر وإشراق للمستقبل. لا مجال اليوم للعبث بالتاريخ واستخدام حوادث ووقائع مطروحة اليوم بين أيدي مؤسسات دستورية لاستعمالها سياسياً، وملء صفحات بعض المنابر بأقلام أصحابها يجهلون ثم يجهلون، فيتجاهلون أبسط الأحداث التاريخية. لقد ولج مناضلو الاتحاد من أجل قضايا مصيرية أبشع السجون التي كانت غير موجودة في خرائط الدولة ،وعانوا أبشع أنواع التعذيب والتنكيل في ذلك الوقت. لم تكن ظروف عكاشة اليوم حيث الزنازن المفروشة والمجهزة بأحدث وسائل الترفيه فلا مجال للمقارنة، أما دار المقري فتلك حكاية أخرى... اليوم نرى أقلاماً ملوثة مدفوعة، وقد يكون البعض منها مأجوراً للتطرق الى مواضيع هي موضوعة أصلا بين أيدي العدالة، ولم تقل كلمتها الأخيرة في أغلبها. نحن دولة الحق والقانون، فلنترك للعدالة أن تأخذ مجراها الطبيعي دون تأثير خارجي، فالمتهم بريء إلى أن تثبت إدانته، ثم فصول القضاء طويلة وللمتقاضين الحق في استئناف الأحكام وإظهار حقائق قد تكون غائبة في الأحكام الأولى. إن الوضع الحالي للبلاد يتطلب الانكباب على الأسباب والمسببات التي أوصلتها إلى ما هي عليه الآن. فلقد نخر الفساد أجسام هذه القطاعات، لكن أقلام أصحابنا جفت ويبس مدادها بعد أن جمدت جرأتهم، وتحولت إلى اتجاه واحد هو المس بكرامة هذا الاتحاد وبتاريخه. ولكن أؤكد لهؤلاء أن مخططهم قد فشل وأحلامهم قد تبخرت وأوهامهم قد ذابت . فما زاد ذلك إلا التحاماً للقوة الاتحادية، لأن ما يجري الآن في الاتحاد من نقاشات داخلية هو امتداد تاريخي ودروس في السياسة لهذا الحزب العتيد، وهو ما تتجاهله هذه الأقلام. فلا انشقاق ولا تفرقة ولا هم يحزنون. إن ما وقع بالمؤتمر الأخير هو نقاش إيجابي داخل أسرة واحدة متماسكة، فكان التسابق حول مسألة واحدة لا ثانية لها ولا ثالث وهي خدمة هذا الوطن العزيز من داخل الاتحاد. كل المناضلين حملوا شعارا واحدا: وهو »خدمة البلاد داخل الاتحاد« .والدليل القاطع على صدق ما نقول هي مشاريع برامج المقدمة من طرف الإخوان الأربعة الذين ترشحوا لخلافة المناضل الكبير عبد الواحد الراضي... التسابق حول الرئاسة الهدف منه كان حول الفوز بالرتبة الأولى وتنفيذ مشروع البرنامج. الذي تعرف عليه المغاربة عبر برنامج »مباشرة معكم« الذي بثته القناة الثانية، في سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ الأحزاب بالمغرب. والدليل على وحدة الحزب وعدم تأثره بالصراخ والنباح الخارجي من هنا وهناك جاعلة من الاتحاد مادة دسمة، هو العمل المتواصل المنسجم لجميع أجهزة الحزب خاصة ممثليه بالغرفة الأولى تحت رئاسة أحمد الزيدي وفي كافة لجانها بالغرفة الثانية بالإضافة إلى مستشارين ورؤساء الجماعات والبلديات وعمدتي الرباط وأكادير، لن تزيدنا أقلامكم أيها الإخوة الزملاء رغم جفائها، إلا انسجاماً وتلاحماً... فشكراً على كل حال. (*) كاتب فرع الاتحاد الاشتراكي