يمكن القول إن فريق حسنية أكادير كان محظوظا، إلى حد ما، بالنتيجة التي حصل عليها أمام فريق يتعذب في ذيل الترتيب، هو فريق رجاء بني ملال، الذي كاد أن يفعلها بأكادير. ففريق الحسنية الذي دشن فترة الإياب بانتصارين متواليين على الدفاع الجديدي بتارودانت، والفتح الرباطي بمركب مولاي عبدالله، كان يتطلع لأن يحقق إنجازا ثالثا على أرضية ملعب أحمد فانا بالدشيرة، والذي يعتبر أوسع وأرحب من ملعب الأب جيكو بتارودانت، لكن مجريات المباراة أمام الفريق الملالي كذبت كل التكهنات. فالمباراة، التي أدارها الحكم نورالدين جعفري من عصبة الدارالبيضاء، كانت بالنسبة للفريق الأكاديري مباراة كل المتاعب، ابتداء من تحكيم جعفري، الذي كان في عدة أحيان تحكيما متهافتا. فهناك سهولة غريبة في إشهار البطائق الصفراء، خصوصا في حق اللاعبين زكريا سفيان وعادل فهيم، اللذين تلقيا ورقتين صفراوين لكل واحد منهما طردا عقبها. ويكفي أن نذكر حالة فهيم، الذي كان يعالج خارج رقعة الملعب، وعندما هم بالدخول انتظر حركة الحكم ليدخل، لكنه عندما دخل باغته الحكم ببطاقة صفراء ثانية، بدعوى أن حركة اليد التي قام بها الحكم كانت موجهة لحارس الحسنية لكي يشرع في اللعب وليس للاعب فهيم. وقد بدأت متاعب الحسنية منذ الدقيقة 37 حين أعلن الحكم عن ضربة جزاء تبقى مشروعة، وتأتت من إسقاط الحارس لحمادي لمهاجم رجاء بني ملال كوعلاص. ضربة الجزاء هذه ستعطي طرد لحمادي، الذي سيحل محله الحارس بوخريص، الذي سيدخل بدل أشرف سليم. ضربة الجزاء لم يستفد منها الزوار، حيث سيضيعها رضوان بقلال الذي ستصد العارضة الأفقية قذفته. وعموما فخلال الشوط الأول أبان الملاليون عن وجه قوي، ونظموا بعض الحملات، التي كان يقودها نبيل كوعلاص. وخلال الشوط الثاني حاول الأكاديريون العودة في المباراة، وخلقوا بعض الفرص المحققة، كانت أخطرها فرصة من كرة ثابتة نفذها البيساطي، وانتهت بقذفة قوية لعز الدين حيسا، صدها الحارس كوحا. لكن على العموم شكلت المباراة بالنسبة للحسنية مصدر معاناة وسوء حظ، حيث أنهاها بنقص عددي بعد طرد لحمادي وزكريا سفيان وعادل فهيم، ثم الإصابة التي تعرض لها عميد الفريق حيسا، والتي استدعت نقله إلى المستشفى. لهذا، وكما أشرنا، تبقى نتيجة التعادل بالنسبة للأكاديريين، على محدوديتها، نتيجة إيجابية. ويبقى أن نشير إلى أن المباراة، التي سيستقبل فيها فريق الحسنبة بأكادير فريق وداد فاس، ستجري على أرضية ملعب الانبعاث، الذي ستكون الأشغال قد انتهت به.