نجحت عناصر الشرطة القضائية لأمن منطقة عين الشق الأسبوع الماضي، في إلقاء القبض على تلميذ لا يتجاوز عمره 20 سنة، «يعتبر عنصرا خطيرا في شبكة دولية مختصة في قرصنة الرموز المعلوماتية لبطائق الاعتماد البنكي و استغلالها في التبضع عبر الشبكة العنكبوتية»، حيث أكدت مصادر أمنية مسؤولة أن «هذا التلميذ يتميز بذكاء قوي في المجال المعلوماتي» ، و قد جاء سقوطه بين أيدي الشرطة القضائية بعد وضع كمين دقيق على إثر توصل المصالح الأمنية بشكاية في الموضوع بعد شكوك راودت «مركز النقديات» الذي لاحظ أن هناك أنواعا معينة من البضائع تشترى من نفس الشخص، و هو ما طرح عدة تساؤلات انتهت باتخاذ قرار التبليغ عنها لدى المصالح الأمنية. و أكدت نفس المصادر أن عملية القرصنة التي كان يقوم بها التلميذ في غاية من الدقة و المهنية و الاحترافية، فعبر الشبكة العنكبوتية يختار ضحاياه و يرسل من خلال مواقعهم الالكترونية وثيقة بنكية ، استطاع بمهارته استخراجها ، ويتمكن من الوصول إلى رقم كود البطاقة البنكية للضحية ، الذي يجد نفسه ملزما بملء هذه الوثيقة و إرسالها بنفس الطريقة الى عنوان معين، و تتضمن إدخال الرقم الخاص لحسابه البنكي و رقم كود بطاقته البنكية ... و بعد توصله بهذه المعلومات يستعملها شخصيا ، وقد أكد من خلال اعترافاته للضابطة القضائية أن هذه العمليات تتم بمشاركة أجنبيين هما اللذان يمدانه أحيانا بعناوين اليكترونية لبعض رجال الأعمال الأجانب، و في حالة الاستجابة يمدانه بكل المعلومات و الوثائق اللازمة للضحايا . و كان يقصد دائما المراكز التجارية الكبيرة بالدار البيضاء، و خاصة الموجودة بتراب مقاطعة عين الشق، و التي تعتمد في معاملاتها التجارية في الغالب على البطاقة البنكية، كما أنه دائما ما يقتني نوعا معينا من البضائع، و هي أجهزة اليكترونية مهمة كأجهزة التلفاز الرفيعة و الأفرشة و ما شابه ذلك. و من حسن الصدف أن هذه العملية اكتشفت في بدايتها ، و هو ما جعل المبالغ المقترضة أو المسحوبة من عملية القرصنة للرموز المعلوماتية لم تتجاوز 60 ألف درهم، وكان من الممكن أن يكون المبلغ أكبر بكثير لو لم يتدخل مركز النقديات و الإبلاغ حول ما أثار شكوكه. هذا ومازال البحث جاريا من أجل الوصول إلى الشخصين الأجنبيين المتورطين و إلى باقي أفراد الشبكة. وحسب المصادرالأمنية ذاتها ، فقد طلب من التلميذ / المتهم أن يقوم ب «عملية» أمام رجال الشرطة ، «فقام بتجربة ناجحة أثارت استغراب الجميع وبينت درجة دهاء هذا التلميذ الذي استخدم ذكاءه في ارتكاب فِعل جُرمي خطير». في السياق ذاته تم اعتقال شخصين من أجل التخدير وحيازة السلاح بدون مبرر قانوني، وشخصين من أجل السكر العلني البين. ولم يقتصر الأمر على الذكور إذ تم إيقاف فتاتين من أجل التحريض على الفساد على مستوى محطة أولاد زيان، فضلا عن 76 شخصا من أجل التحقيق من الهوية تم إيقافهم بمختلف النقط السوداء لنفس المنطقة، تمت إحالتهم على الدوائر الأمنية المختصة قصد العمل على تنقيطهم بالناظم الآلي، وكذا بتنسيق مع مصلحة المحفوظات العامة المحلية، وبعد التأكد من كونهم لا يشكلون موضوع بحث، أخلي سبيلهم من قبل تلك الدوائر.