هنا قرية بوراشد التي يتجمع فيها أكثر من 500 منزل بلا كهرباء رغم وجود الأعمدة الكهربائية. هنا مدشر يبعد عن مدينة جرسيف ب 52 كيلومترا، والوصول إليه عن طريق السيارات العادية أو عن طريق وسائل النقل العمومية، أمر شاق وصعب. والسبب يكمن في تدهور حالة الطريق الممتلئة بالحفر و ذات الممر الواحد. بدأت الحكاية قبل أكثر من سنة، فبعد أن تحقق حلم السكان بالانتهاء من أشغال إنشاء الأعمدة والأسلاك الكهربائية التي تهدف إلى تزويد مدشر بوراشد بالكهرباء، فوجئ الجميع بعدم التوصل بالتيار الكهربائي، على غرار القرى الأخرى المجاورة التي زودت بالكهرباء منذ مدة. وتوالت الأيام بدون كهرباء، وظلت علامة الاستفهام سيدة الموقف في القرية، واستمرت الساكنة في المعاناة التي ترافقها منذ عقود. خلال زيارتنا لقرية بوراشد، التقينا بعبد الحفيظ، شاب في مقتبل العمر الذي تحدث ل «الاتحاد الاشتراكي» قائلا: « قبل 5 سنوات تقدمنا بشكاية إلى الجهات المسؤولة، وفوجئنا بإجابتهم التي تقول: أنتوما راه عندكم الكهرباء من 1990، ونحن لحد الآن لم نر النور في المصابيح، وها أنتم الآن ترون كل شيء بأم أعينكم». وحسب مصدر من الساكنة، فإن سكان دوار بوراشد التابع لجماعة الصباب القروية، قد طرقوا مؤخرا باب رئيس الجماعة القروية من أجل معرفة موعد إطلاق الكهرباء، ووعدهم المسؤول بأن التيار الكهربائي سيطلق يوم الاثنتين 28 يناير 2013، وحسب ما عيناه يوم الثلاثاء 30 يناير 2013، فإن قرية بوراشد مازالت بدون كهرباء ولايزال الظلام الحالك يغمرها ليلا.