تباحث ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مع جان ليك ميلونشون رئيس حزب اليسار بفرنسا خلال لقاء غداء عمل أمس بمقر الحزب المركزي بالرباط، حول الوضع السياسي والاقتصادي في أوربا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. وشكل هذا اللقاء مناسبة سانحة للتناظر ما بين قائدي الحزبين، ثم ما بين الوفد المرافق لجان ليك ميلونشون من جهة وأعضاء المكتب السياسي المرافقين للكاتب الأول للحزب، في عدد من القضايا الجيو استراتيجية، والجيو سياسية التي تهم منطقة البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة الى الأوضاع والتحولات السياسية وآثارها الاقتصادية والاجتماعية التي أحدثها الربيع العربي في مناطق المغرب العربي. وفي تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، أوضح جان ليك ميلونشون على انه «في زيارة لحزب مغربي كبير، حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تربطنا به علاقات كبيرة لأكثر 30 سنة وتجمعنا به عدد من القيم الاشتراكية والكونية التي تشكل قناعات لدينا، فلهذا شيء مهم أن التقي بحزب كحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال زيارتي بالمغرب بالرغم من أنه الآن في موقع المعارضة.» وأضاف في السياق ذاته أن هذه الزيارة للمغرب مهمة وأساسية في هذا الظرف بالذات، خاصة لما تعرفه منطقة البحر البيض المتوسط من تحولات وتطورات سياسية وإصلاحية، كما لا يجب أن يغيب عن الأذهان أن المغرب وجميع بلدان المنطقة المغاربية لها علاقات اقتصادية وطيدة مع أوربا، وما يؤثر على أوربا يؤثر بالتالي على هذه البلدان، لذلك مطلوب توطيد علاقات التعاون والتضامن في ما بيننا. ومن جانبه شدد لشكر على أنه «كان من الطبيعي اللقاء بجان ليك ميلونشون كصديق كبير للمغرب، وكرئيس حزب لليسار الفرنسي، من اجل أن نبحث عن المشترك في ما بيننا ونقط الالتقاء في عدد من القضايا التي تهمنا على المستوى السياسي، خاصة لما تعرفه المنطقة من نكوص وتراجع لصالح القوى المحافظة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، سواء في شمالها أو جنوبها، وكذلك الشأن لما تعرفه أوربا على جميع المستويات، والتي تفرض علينا أن نلتقي ونتحاور في ما يهم مستقبل المنطقة والمبادئ والقيم التي نتقاسمها من الدفاع عن الحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان». كما أكد لشكر على أن هذا اللقاء كان مناسبة للتباحث حول ما يجري في منطقة الصحراء والساحل، لمواجهة كل ما من شأنه أن يساهم في زعزعة استقرار الشعوب من خلال الإرهاب والجريمة المنظمة، والاتجار في البشر وتشجيع الهجرة غير القانونية ومكافحة شبكات التهريب والمخدرات.