في لقاء له يوم السبت الماضي بالمقر المركزي للحزب، أكد ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أمام وفد برلماني أوربي عن مجموعة الصداقة الأوربية -المغربية، أن الاستثناء الذي عرفه المغرب في ظل الحراك العربي الذي عرفته المنطقة، حالة مغربية بامتياز بفضل نضالات الاتحاد الاشتراكي الذي ناضل في إطار حراك ديمقراطي اجتماعي منذ حصول المغرب على استقلاله، ما جعل البلاد تراكم تقاليد النضال الشعبي والصراع الديمقراطي، وعلى أن مطالب الإصلاح السياسي والدستوري وقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية ليست مطالب جديدة وغريبة عن الشعب المغربي. وأضاف لشكر الذي كان مرفوقا بالحبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية للحزب، ومحمد العلمي عضو المكتب السياسي ورئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، وفتيحة سداس عضوة المكتب السياسي، ثم عبد المالك الجداوي مسؤول بمقر الحزب عن العلاقات الخارجية، أن ما يقع اليوم بمنطقة ساحل مالي سبق للمغرب أن نبه له مرارا وتكرارا من قبل في إطار الدفاع عن وحدته الترابية ومواجهة الانفصال ومحاولات بناء دويلة وهمية صغيرة، كما سبق وأن حذر من أن تصبح المنطقة مرتعا لشبكات التهريب والمخدرات والاتجار في البشر والجريمة المنظمة ثم الهجرة السرية. وبعد أن ذكر لشكر بالدعوة التي كان قد وجهها له البرلمان الأوربي في سنة 2007 للمشاركة في محاضرة إلى جانب تونسية ومصري وفلسطيني حول "ضفة البحر البيض المتوسط الواقع والآفاق"، ومشاركته أيضا في محاضرة ثانية في سنة 2011 بالبرلمان الأوربي حول "الانتقال الديمقراطي في العالم العربي"، قبل أن تشهد المنطقة العربية هذا الحراك الأخير، عبر لشكر آنذاك عن التحولات والتطورات التي ستشهدها المنطقة العربية، لكن للأسف الأصدقاء والرفاق الأوروبيين لم تكن لهم نفس هذه القناعات ولم يكن لديهم نوع من التفهم سواء لقضية الصحراء أو الانتقال في منطقة جنوب البحر البيض المتوسط. ودعا لشكر بنفس المناسبة ليكون حضور أوروبي قوي في المنطقة من أجل تعزيز ودعم الحراك الديمقراطي الذي تعرفه المنطقة، خدمة لقضايا السلم والمن والاستقرار والمحافظة على الوحدة الترابية للشعوب، وإقرار الديمقراطية الحقيقية ومواجهة التيار المحافظ. أما في ما يتعلق بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فأوضح لشكر أن المؤتمر الوطني التاسع للحزب قد شخص الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بشكل دقيق وحين مشروعه المجتمعي على عدة مستويات انطلاقا من هذا التشخيص، وأقر الخط السياسي للمرحلة المقبلة، متبنيا معارضة قوية لن تكون فقط على مستوى المؤسسات والبرلمان بل ستكون معارضة مجتمعية ستمتد الى كل الفئات الشعبية والشرائح الاجتماعية من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة والتنمية الاقتصادية، والاستجابة للمطالب والانتظارات الاقتصادية والاجتماعية لكل الطبقات المحرومة. وسجل لشكر أن تفعيل الدستور بالشكل السليم ودون تأخير في ذلك، يعد أولوية مركزية لنضال حزب الاتحاد الاشتراكي خاصة وأن حصيلة الحكومة الحالية في المجال التشريعي حصيلة هزيلة بالنظر لإخراج قانون تنظيمي واحد من أصل أزيد من 24 قانونا تنظيميا نص عليها الدستور الجديد، معتبرا في هذا السياق أن كل تأخير في التفعيل فهو تأخير في إقرار الإصلاحات السياسية التي ناضل من أجلها الحزب. ومن جهته عبر النائب البرلماني جيل بارينو عن الحزب الاشتراكي الفرنسي ورئيس الوفد عن تهانيه لإدريس لشكر بنجاح المؤتمر الوطني التاسع وانتخابه كاتبا أول للحزب، موضحا في هذا الصدد أن الزيارة التي يقوم بها هذا الوفد عن مجموعة الصداقة المغربية الأوروبية تأتي في إطار اللقاءات التي تمكنهم كبرلمانيين أوروبيين من فهم ما يجري بدول البحر البيض المتوسط والمغرب بصفة خاصة، حتى تتكون لديهم صورة واضحة عن التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب بعد أن حصل على دستور جديد ونظم انتخابات في نونبر 2011، ومدى انعكاسات وتداعيات الحراك العربي الذي عرفته المنطقة العربية على المغرب. كما أشار جيل بارين الى ان هذه الزيارة التي امتدت من 31 يناير إلى غاية 4 فبراير الجاري، تندرج أيضا في إطار تثمين العلاقات الاستراتيجية التي تجمع المغرب والاتحاد الأوروبي والبرلمان المغربي، متمنيا لهذا المسلسل الديمقراطي الذي يعرفه المغرب أن يذهب بعيدا، خدمة لاتحاد مغاربي كبير يخدم شعوب المنطقة وخدمة كذلك لمصالحة جزائرية مغربية تتوج بفتح الحدود ما بين البلدين، مذكرا في هذا السياق بأن مجموعة الصداقة المغربية الأوروبية تدعم بشكل ايجابي الحكم الذاتي بالصحراء من أجل الأمن والاستقرار ليس فقط في الصحراء وإنما بالمنطقة برمتها.