أجرى الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني يوم الثلاثاء بالرباط، مباحثات مع كارلوس برانكو، رئيس قسم التعاون الإقليمي والأمن بالأمانة العسكرية الدولية لمنظمة حلف شمال الأطلسي حول التحديات الأمنية الصاعدة، خاصة في منطقة الساحل والصحراء. وأكد المسؤولان، خلال هذه المباحثات التي تميزت بتطابق وجهات نظر بين المغرب ومنظمة حلف شمال الأطلسي، أن «هذه التحديات تسائل كلا من البلدان المتوسطية وحلف الأطلسي». كما تناولت المباحثات سبل ووسائل إعادة تكييف الشراكة، وتمكينها من وسائل مواجهة هذه التحديات بنجاعة واستدامة. وصرح العمراني في ختام هذا اللقاء أن المباحثات «مكنت المغرب وحلف شمال الأطلسي من الانكباب على محتوى الحوار المتوسطي للحلف، باعتباره الإطار المميز للتعاون بين الطرفين عبر مبادرات، منها بالخصوص عملية الحلف (أكتيف إنديفر) لمحاربة الإرهاب». وأشار إلى أن المغرب يؤيد «علاقة مع حلف شمال الأطلسي تقوم على التشاور والتفاهم والاحترام المتبادل، والتمايز الذاتي يخط فيها كل بلد علاقته مع الحلف وفق خصوصياته وأجندته وأولوياته». وأشاد العمراني وبانكو بالمستوى الممتاز للعلاقات بين المغرب وحلف الأطلسي، فضلا عن ما حققاه من تقدم بشأن السلم والأمن الإقليميين، معربين عن رغبتهما في بذل كل الجهود للدفاع عن قضية السلم والاستقرار، سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي في إطار علاقة أساسها التشاور والتفاهم والاحترام المتبادل والتمايز الذاتي. وأبرز العمراني أنه رغم كون التهديدات تظل شاملة، «يجب إعطاء الأولوية للبعد الإقليمي وللمقاربة الأمنية المتعددة الأبعاد، ويتعين في هذا الإطار تعزيز الحوار السياسي والتعاون الملموس». من جهته أشاد برانكو «بالدور السياسي الهام الذي يضطلع به المغرب في الحوار المتوسطي، كقوة اقتراحية وعملية، خاصة من خلال مبادرته لتمكين الحوار المتوسطي من تصريح سياسي كوثيقة أساس لهذه الشراكة». وذكر أن الحلف «يشيد بالالتزام الملموس للمغرب إلى جانب حلف شمال الأطلسي سواء على المستوى السياسي أو العملي». وقال العمراني إن «الالتزام الملموس للمغرب إلى جانب الحلف التزام تاريخي عبر مشاركته في العديد من عمليات حفظ السلم، سواء في إطار الحلف أو الاتحاد الأوروبي أو الأممالمتحدة»، مؤكدا أن المغرب يعد «مساهما أساسيا» في عمليات حفظ السلم وأن تعاونه ومشاركته «القويين» موضع تقدير لدى مجموع شركائه. وشدد الوزير «سنواصل العمل معا في إطار هذا الحوار المتوسطي لحلف شمال الاطلسي لأنه أولوية ما دمنا بلدا متوسطيا وطلبنا من شركائنا في الحلف تدارس فرص جديدة للعمل سويا». وأضاف «قدمنا مقترحات في إطار الحوار السياسي المعزز مع الحلف خلال قمة شيكاغو، التي تحدث فيها المغرب عن توسيع لا يشمل مناطق النفوذ وإنما لعمل الحلف ومناطق أخرى وينبغي أن يتم ذلك كله في إطار هذه الشراكة وضمن ثلاثية التشاور والتفاهم والاحترام المتبادل». وذكر برانكو بهذه المناسبة بدور القوات المسلحة الملكية في البلقان وغرب البحر الأبيض المتوسط ، فضلا عن الدور السياسي والإنساني للمغرب خلال الأزمة الليبية، مستعرضا من جهة أخرى باقي مجالات التعاون بين الطرفين، بما فيها مساهمة المملكة في تدبير الأزمات والتعاون العلمي ومحاربة الإرهاب.