يواصل المغرب تعاونه مع منظمة شمال الحلف الأطلسي من خلال انخراطه في مكافحة الإرهاب والتجارةفي المخدرات وتهريب البشر والقرصنة في الواجهة المتوسطية.. ومن المقرر أن تتعزز علاقات التعاون بين المغرب ومنظمة شمال الحلف الأطلسي في إطار المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف الأطلسي والسياسة الجديدة للحلف وتتحول إلى علاقة متعددة الأبعاد لاتقتصر فقط على التعاون في المجالين الأمني وإدارة الأزمات ولكن ستشمل أيضا التعاون في مجال البحث العلمي والتنمية الاقتصادية.. وأكد السيد يوسف العمراني الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون في لقاء صحافي مشترك مع مساعد الأمين العام للشؤون السياسية والسياسة الأمنية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) السفير ديرك برينغلمان عقب اجتماع لمجموعة العمل بين المغرب و(الناتو)،يوم الجمعة، أن المغرب في ظل المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف سيدعم وضعه كشريك ومخاطب متميز للحلف،كما سيتمكن أيضا من تعزيز دوره الأساسي في الحوار المتوسطي وتحسيس الحلفاء بالمقاربة المغربية في يخص الأخطار والتحيات الأمنية المطروحة في منطقة المغرب العربي والساحل. وأبرز السيد العمراني خلال هذا اللقاء أن الحلف يعتبر المغرب شريكا حقيقيا يحظى بمصداقية كبيرة وهو أول دولة حظيت بهذه الوضعية لدى المجموعة البرلمانية،مضيفا أن عدة عوامل ساهمت في ذلك منها مشاركة المغرب في عمليات حفظ السلام بكوسوفو وكذا التوقيع على مذكرة التفاهم التاكتيكي حول مشاركة المغرب في عملية أكتيف أنديفاور(Active endeavor ) وهي كلها عمليات تبين مستوى العلاقات الجيدة بين المغرب ومنظمة الحلف في الجانب العملي.كما أن وضع برنامج للعاون الفردي ينم عن أهمية استراتيجية بالنسبة للمغرب من منطلق أنه يحدد إرادة المغرب في تعزيز تعاونه مع الحلف عبر جميع مكوناته السياسية والحكومية والأكاديمية. وقال السيد يوسف العمراني إن هذا الاجتماع لمجموعة العمل التي تضم كافة الوزارات المعنية بالتعاون شكل مناسبة لمناقشة استمراية التعاون، والفرص الجديدة لهذا التعاون في ضوء المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف الأطلسي والسياسة الجديدة للحلف في مجال الشراكة التي تبلورت خلال قمة برشلونة التي عقدت في نونبر من العام الماضي الاجتماع الوزاري ببرلين في أبريل الماضي. وأضاف الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أنه تم كذلك استعراض العلاقات المتعددة الأبعاد بين الطرفين، وتدارس سبل ووسائل تعزيز الحوار السياسي من جهة والتعاون العملي من جهة أخرى . وأشاد السيد العمراني بتطابق وجهات النظر بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تهم السلم والأمن الإقليميين، وتعزيز الحوار والتعاون العملي بين المغرب والحلف الأطسي، والذي يتم في إطار شراكة تطبعها الندية. ومن جهته ،أبرز مساعد الأمين العام للشؤون السياسية والسياسة الأمنية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) السفير ديرك برينغلمان، أن المغرب والحلف حققا تقدما على مستوى حوارهما السياسي . وقال المسؤول الأطلسي «لقد حققنا معا تقدما في حوارنا السياسي وفي تعاوننا العملي»، مشيرا إلى أن العلاقات بين الطرفين «مبنية على أسس جيدة». وأعرب عن تقدير حلف شمال الأطلسي لمساهمة المغرب في عمليات حفظ السلام التي تقوم بها المنظمة، على غرار تلك التي تقوم بها في البلقان. كما أشار إلى مجالات أخرى للتعاون بين الطرفين بما فيها مساهمة المغرب في عمليات إدارة الأزمات، والتعاون العلمي، ومكافحة الإرهاب. وأشاد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والسياسة الأمنية لحلف شمال الأطلسي مساهمة المغرب «المتميزة جدا» في إعداد المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف (الناتو)، والذي تم تبنيه خلال قمة لشبونة في نونبر الماضي، مذكرا بأن مدينة الرباط كانت قد احتضنت خلال 2010 ندوة حول «الحوار المتوسطي والمفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الناتو». وأكد من جهة أخرى أن سياسة الشراكة الجديدة ل(الناتو) ستكون «أكثر مرونة وستفيد التعاون الثنائي مع المغرب خصوصا في إطار علاقة متعددة الأبعاد بين الطرفين». وهنأ السيد برنغيلمان السيد العمراني على تعيينه في منصب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، معربا عن تمنياته له بالتوفيق في مهامه الجديدة. وبخصوص ضربات الحلف الأطلسي على ليبيا ومشاركة المغرب فيها ،قال السيد العمراني أن المغرب لايشارك فيها وأن موقفه بهذا الخصوص واضح وهو يؤيد الشرعية الدولية في مايخص حماية المدنيين الليبيين من هجمات النظام الليبي،خصوصا أن الأمر يتعلق بالمنطقة المغاربية.وأضاف السيد ديرك برينغلمان في هذا الخصوص أن الحلف الأطلسي سيواصل هجومه على كتائب العقيد الليبي إلى حين تحقيق أهدافه المتعلقة بحماية المدنيين. ومن جهة أخرى أوضح السيد ديرك برينغلمان بخصوص الوضع في سوريا أن قوات الحلف لايمكن أن تتدخل من تلقاء نفسها لحماية المدنيين إلا إذا كامن هناك قرار من مجلس الأمن ينص على كما وقع مع ليبيا. وتندرج زيارة المسؤول الأطلسي للمغرب في إطار جولته في بلدان الحوار المتوسطي، وكذا في إطار تنفيذ توصيات قمة لشبونة الداعية إلى تعزيز المشاورات السياسية مع دول الحوار المتوسطي.