عقدت السكرتارية الوطنية للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، اجتماعا عاجلا لتدارس تطورات الأوضاع الخطيرة التي باتت تمس بالحقوق الخاصة للمواطنين وتهدد الحريات الفردية في عدد من البلدان المغاربية والعربية منذ مدة، والتي بلغت أوجها باغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد، أحد أبرز المدافعين عن قيم التنوير والحداثة، في انحراف تام عن كل الآمال والمتمنيات التي كانت معقودة على تونس ما بعد نظام بن علي. إن الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش ليعتبر اغتيال الراحل شكري بلعيد جريمة سياسية بكل المقاييس، تنذر بمزيد من الاحتقان وإدخال البلاد في دوامة من العنف الدموي، واستباحة دماء وأرواح المخالفين في الرأي والفكر، بعيدا كل البعد عن أي توجه ديمقراطي منشود، ويدعو إلى مواجهة دعوات إهدار الدماء من طرف دعاة الغلو والتطرف وأنصار الفكر الأحادي، التي تسيء إلى الدين الإسلامي، الذي هو دين للرحمة والتسامح والتعايش، وليس دينا للتقتيل والكراهية. يناشد كل القوى الديمقراطية والقوى المؤمنة بالقيم التنويرية الكونية، المدافعة عن التعايش والتسامح والحق في الحياة ...، إلى تشكيل جبهة لمواجهة كل أشكال الإرهاب المادي والمعنوي. كما يحذر من مغبة التساهل مع خطابات التطرف وتأثيرها على الفرد والمجتمع، مستحضرا الأحداث الإرهابية التي شهدها المغرب منذ 2003 إلى يومنا هذا.