نظمت جمعية ضحايا 16 ماي ، مساء يوم الخميس الأخير، ندوة صحافية بمقر مجموعة مدارس الإقامة بشارع 2 مارس، سلطت خلالها الضوء على برنامج عملها الجديد الذي قالت بشأنه إنه انتقل من جو الحزن والتنديد إلى جو الفعل والتأثير، وذلك بتأطير ودعم من شركائها «الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش مجموعة مدارس الإقامة وجمعية المحسنين لدرب السلطان» . وأكدت سعاد الخمال الرئيسة السابقة للجمعية على المشاكل التي اعترضت أسر الضحايا خلال 8 سنوات من المعاناة المتعددة الأوجه، والتي أرخت بظلالها على حياة جميع عائلات الضحايا، مقابل رفض الحديث عن موضوع الإرهاب في لحظات من طرف جهات معينة، معبرة عن امتنان أسر ضحايا 16 ماي لكل من دعمها وفي مقدمتهم الراحل المهدي الحفيري. وفي السياق ذاته نوهت رشيدة بن عدي الرئيسة الحالية للجمعية باحتضان مجموعة مدارس الإقامة لأبناء ضحايا أحداث الدارالبيضاء الارهابية، مشددة على أن الجمعية ستواصل مسيرتها بالاعتماد على دعم شركائها، مشيرة إلى أن الجمعية لم تخاصم يوما أيا كان وتنتهج ترك من يذنب في حقها للخالق لمحاسبته. من جانبه شدد ناصر لحفيري رئيس جمعية المحسنين ومدير مجموعة مدارس الإقامة، على ضرورة تعبئة مختلف مكونات المجتمع من أجل مواجهة خطر الإرهاب الذي يرخي بظلاله القاتمة على مخيلة الأشخاص الذين عانوا من تبعاته، مشيرا إلى انه يجب تحقيق نوع من التكامل ما بين الشركاء الجمعويين والاقتصاديين لتحقيق هذه الغاية النبيلة. وحيد مبارك السكرتير الوطني للفضاء الحداثي للتنمية والتعايش بالنيابة، جدد تأكيد الجمعية على دعم ومساندة ضحايا الأحداث الإرهابية، معتبرا أنها العملية التي سطرها الفضاء الحداثي منذ تأسيسه في 9 يونيو 2003 حيث ظل إلى جانب أسر الضحايا انطلاقا مما كان متاحا إليه، وهو ماقوى العلاقة بين الجمعية وبين ضحايا أحداث 16 ماي الإرهابية، مضيفا بأن عمل الجمعية توجه إلى العمل على إعادة زرع قيم التعايش والتآخي واحترام الغير، ومواجهة كل أشكال التطرف والفكر الأحادي الداعي إلى التقتيل من خلال مقاربات مختلفة، فكرية، اجتماعية، رياضية وتربوية، هذه المقاربة الأخيرة التي اعتمدتها جمعية ضحايا 16 ماي في برنامجها النصف سنوي الذي تطرحه خلال هذه الندوة، مما جعل«الفضاء» ينخرط فيها لكونها تنسجم مع رؤيته. واعتبر وحيد مبارك أن الشركاء بأجمعهم معنيون ببرامج كل شريك على حدة، سواء تعلق الأمر بجمعية ضحايا 16 ماي أو بالفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، مشيرا إلى قرب فتح لائحة وطنية للتوقيعات حول مطلب الفضاء الحداثي للحكومة بخصوص إحداث صندوق وطني لدعم ضحايا الإرهاب وذويهم. وجدير بالذكر أن برنامج جمعية 16 ماي سيشمل تنظيم ندوة حول المواطنة، وقوافل طبية وجداريات وتقديم مساعدات اجتماعية، إضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية خلال العطلة الصفية إلى مخيمات تربوية للتواصل مع الأطفال واليافعين والشباب، وهي الخطوات التي ستعرف مساهمة كل الشركاء من أجل بلورتها وتفعيلها ميدانيا.