لم يتمكن المدرب يوسف المريني من منح فريقه الجديد أولمبيك أسفي نقاط الفوز في أول ظهور له بملعب المسيرة، برسم أولى دورات إياب البطولة الوطنية، بعدما شهدت مدينة أسفي طيلة أسبوع كامل ظواهر غريبة بعيدة كل البعد عن الممارسة الكروية المؤسساتية: إغلاق الملعب ثم فتحه دون تقديم مبررات معقولة، رتوشات وعمليات تجميل لجنباته، اقتصرت على الصباغة فقط، أرضية معشوشبة ورملية في نفس الوقت، منصة للصحافة بثوب قديم - جديد. الأكثر من ذلك، فقد قدم فريقا الاولمبيك والفتح الرباطي طبقا كرويا ضعيفا، امتزج بتحكيم متواضع لمنير الرحماني، الذي كاد يفسد المبارة في بعض مراحلها، والتي شهدت احتجاجات قوية من لاعبي ومدربي وبدلاء الفريقين على عدم إعلانه على ضربات الجزاء، وتردده وتأخره غير المفهوم في طرد مدافع الفتح زهير فضال، بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية. وبالرجوع إلى تفاصيل المباراة، التي شهدت حضورا جماهيريا ربما الأضعف في مباريات القرش المسفيوي منذ سنوات عديدة، فإن شوطها الأول شهد غيابا كليا لفرص التسجيل، بحيث لم يستغل لاعبو المدرب السلامي الرياح القوية التي كانت في صالحهم، وسيطرتهم الخفيفة على مجرياته، ليتم تسجيل محاولات محتشمة بواسطة بنجلون وباطنا من جانب الفريق الزائر ورأسية واحدة للبزغودي، كادت أن تفاجئ الحارس بادة، الذي تألق في المباراة، وشكل سدا منيعا أمام هجومات الفريق الآسفي ومهاجمه الخطير، هداف البطولة الوطنية، عبد الرزاق حمد الله. ويبقى أهم ما ميز الجولة الثانية هو الحرب التاكتيكية بين مدربي الفريقين، باعتمادهما على التبديلات الثلاثة الممكنة، وبالفعل ارتفع إيقاع المباراة بشكل واضح وتعددت فرص التسجيل من الجانبين، بحيث سيطالب الفريق الزائر بضربتي جزاء في الدقيقتين 65 و 85، وسيهدر في الدقيقة 47 فرصة حقيقية للتسجيل، بواسطة رأسية المدافع طراوري على بعد متر واحد من الحارس مارويك، كما سيتردد الحكم الرحماني طويلا قبل طرد المدافع فضال في الدقيقة 88. وفي المقابل، بسط لاعبو أولمبيك أسفي سيطرتهم على هذا الشوط، الذي سيعرف تألق الحارس بادة، الذي أخرج كل ما في جعبته للتصدي لمحاولات المهاجم حمد الله (ضربة الخطأ في د 60 ورأسيته، التي ارتطمت بالعارضة د63، وقذفته القوية في د83). 3 دقائق كوقت بدل الضائع لم تكن كافية لتغيير نتيجة هذه المباراة، التي انتهت بنتيجة البياض في كل شيء، كما خيم عليها خبر قرب انتقال هداف البطولة حمد الله إلى عالم الاحتراف، حيث وقع عقدا مبدئيا مع فريق أولسن النرويجي، حيث سيحمل ألوانه بدءا من الاسبوع الأخير من شهر مارس القادم بعقد يمتد إلى 3 سنوات بغلاف مالي يقال إنه الأعلى في تاريخ البطولة الوطنية في انتظار التفاصيل النهائية (الندوة الصحفية)، التي وعد بها المكتب المسير لأولمبيك أسفي من خلال بلاغ إخباري تم تعميمه بحر الأسبوع الماضي. تصريحان جمال السلامي، مدرب الفتح الرباطي «كانت نتيجة اليوم منطقية وإيجابية، بحيث حالفنا الحظ أمام فريق قوي. أرضية الملعب والرياح القوية لم تساعد الفريقين على تقديم أداء في المستوى. بدأ فريق الفتح يتحسن تدريجيا ويكسب عقلية وشخصية قوية. أما فترة توقف البطولة بين الذهاب والإياب، فأعتقد أنها معطى واقعي، حيث كانت هناك برمجة مسبقة من طرف كل المدربين من أجل حسن الاستفادة والاستثمار». محمد يوسف المريني، مدرب أولمبيك آسفي «أعتقد أن فريق الفتح معتاد على اللعب في أرضية أسوأ من اليوم، وعلى اعتماد الكرات الطويلة العالية، لهذا فالرياح لعبت ضدنا أكثر وعاقت تحركاتنا. أنا غير مرتاح لنتيجة المباراة، لكنني مرتاح لأداء لاعبي آسفي الذين خلقوا عددا كبيرا من الفرص. الآن الفريق بدأ يتحسن تدريجيا، خصوصا وأننا في حاجة ماسة لمزيد من النقاط للخروج من هذه الوضعية الصعبة، التي لا تشرف مدينة أسفي بكل مكوناتها».