بدوار ايت اسماعيل ، مشيخة اخوربة جماعة تنوغة قيادة تكزيرت إقليمبني ملال، احتجزت عائلة لعجاح ابنها المزداد سنة 1971 حيث قضى حوالي سبع عشرة سنة في غرفة انفرادية، أي منذ سنة 1996 إلى الآن. ففي الوقت الذي يرجع السبب ، حسب بعض الجيران، إلى خلاف الإبن مع والده حول «الفيزا» ، تبرر العائلة هذا الاحتجاز بكون أسعيد الذي كان يشتغل بمدينة الناظور، قد أصيب بخلل عقلي جراء تعاطيه للحشيش فقامت باستقدامه من الناظور ليعيش على مدى 17 سنة في المنزل محتجزا. شيخ القبيلة أخبر السلطة المحلية التي استدعت أب المحتجز وطلبت منه العمل على معالجته، لكن ذلك لن يتأتى بذريعة أن أسعيد يرفض تناول الدواء. ويؤكد الجيران أن صراخ أسعيد المستمر يكاد لا ينقطع طيلة كل هذه السنين ، خاصة بالليل وخلال حصص الضرب الذي كان عرضة له على يد الأب والإخوة، بحسب تصريحاتهم. اللجنة الجهوية للمركز الوطني لحقوق الإنسان ببني ملال والتي انتقلت إلى دوار ايت اسماعيل ، عاينت أسعيد مربوطا من إحدى رجليه إلى سلسلة تخترق الجدار خروجا و دخولا عن طريق ثقبين أحدثا به لهذه الغاية كما كان يفترش أرضية الغرفة المظلمة ذات الباب الحديدي والخالية من اية نوافذ والمبلطة بالاسمنت. كان اسعيد عاريا تمام العري لا يستر عورته إلا غطاء مبتل ناوله إياه احد إخوته حين وصول الزوار. سئل اسعيد عن اسمه فأجاب بشكل سليم، وأجاب بالايجاب لما سئل ان كان يرغب في المغادرة مع اللجنة للخروج من وضعه، لكنه انتفض على محاولة نزع الغطاء عنه لمعاينة حالته قائلا «احشومة»! كما انتفض في وجه العضو الذي هم بالكشف عن آثار القيد الذي غاص في كاحله بقوله :«واش انت بعقلك». قبل أن يطلب من الزوار صد الباب خلفهم عند المغادرة! وقال شقيق سعيد لعجاج أن السلطات تعرف بقضية سعيد وأن مستشفى بن يملال طلب منهم نقله للمنزل مخافة قتله من نزلاء آخرين بسبب إعاقته، وفسر عبد الله حالة شقيقه الذي كان يشتغل بمدينة الناظور بكونه اصيب بخلل عقلي، وقال شقيقه أنه سبق وضرب والدته محاولا قتلها كما حاول قتل والده مرات عديدة مما فرض عليهم تقيده ووضع الأغلال في رجليه مدة 17 سنة . ويتحدث سكان إخوربا عن حالتين ثانيتن للاحتجاز بنفس الدوار أولاهما لشخص يدعى سعد الذي يسكن رفقة والدته ، وهو محتجز منذ 24 سنة ، بالاضافة إلى شخص ثاني هو عبد الواحد ابن الثلاثين سنة بنفس الدوار . من جهة أخرى قررت النيابة العامة بالحسيمة متابعة بعض أفراد شخص عثر عليه مكبلا بالسلاسل داخل حجرة مظلمة، ومتابعتهم في حالة سراح، فيما تقرر اعتقال شقيقه، المشتبه في انه وراء فكرة تكبيله بالسلاسل. وكانت الشرطة قد عثرت على الشخص داخل حجرة مظلمة خلف منزل الأسرة نهاية الأسبوع الماضي، بمنطقة تغانيمين التابعة للجماعة القروية إزمورن وتحديدا بالقرب من مقبرة سيدي الحاج يحيى. وعثر على الشخص مكبل ومربوط من ظهره إلى أحد جدران غرفة مظلمة، وقد عمدت عناصر الأمن إلى أخذ صور للضحية في أوضاع مختلفة لحظة العثور عليه، وذلك بعدما توصلت النيابة العامة بمعلومات تفيد أن الشخص مربوط بسلاسل منذ ما يرقب عن 10 سنوات من قبل أفراد أسرته، ومباشرة بعد ذلك قررت النيابة العامة إرسال عناصر الشرطة القضائية إلى عين المكان، حيث تأكد لها بالملموس أن الشخص مكبل منذ زمان. و على إثر ذلك تم اعتقال أفراد العائلة، قبل أن يتم إخلاء سبيل البعض ومتابعتهم في حالة سراح، والإبقاء على شقيق المحتجز رهن الاعتقال الاحتياطي.