أسدل الستار مساء الجمعة فاتح فبراير الجاري، على فعاليات جامعة "بروميثيوس" للتكوين في مجال حقوق الإنسان، التي نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية وبدعم من السفارة الهولندية واحتضنتها مدينة وجدة من 26 يناير إلى غاية 01 فبراير 2013، واستفاد منها أزيد من 200 تلميذة وتلميذ من مختلف مدن الجهة الشرقية ( وجدة، بركان، جرادة، الناظور، زايو، كرسيف، بوعرفة، تاوريرت، دبدو، العيون، بني تدجيت وتالسينت). وقد استفاد المشاركون في هذه الجامعة، والتي تمت على مرحلتين شارك في كل واحدة منها أزيد من 100 تلميذ وتلميذة ينتمون إلى مجموعة من المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية بالجهة الشرقية، من عروض قيمة حول الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تلتها نقاشات جادة تميزت بعمق التساؤلات ، سواء في ما يتعلق بالمرجعية الحقوقية أو آليات الحماية لمختلف الحقوق وكذا طرح أفكار وتساؤلات متعلقة بحركة 20 فبراير. كما توزعوا على ورشات تكوينية حول التمييز ( بسبب الدين، الجنس، اللغة، الثروة) وورشات حول الحقوق ( التعليم ، الصحة، الشغل، السكن) وكذا ورشات التداريب المسرحية والفنون التشكيلية في إطار العمل الفني، كما ساهموا في حلقيات النقاش الحر حول مواضيع مختلفة كالرشوة ودور جمعية آباء وأولياء التلاميذ وآليات المطالبة بالحقوق وتكريس المساواة في الوسط المدرسي... وتميز اليوم الأخير من أشغال الجامعة بتقديم تقارير تركيبية حول ورشات التمييز وورشات أنواع الحقوق تضمنت مجموعة من الملاحظات والخلاصات، حيث خلص المشاركات والمشاركون إلى أن التمييز بجميع أنواعه موجود في الواقع المجتمعي والإعلامي وفي البرامج والمناهج التعليمية، وأن الخلاص من التمييز يتطلب تغييرا شاملا يخص الحقول القانونية والمناهج والبرامج الإعلامية والتعليمية. كما خلصوا إلى أن الدولة مطالبة بالحياد تجاه جميع المعتقدات وأن ينحصر دورها في حماية الحريات، وأن القضاء على التمييز بسبب الجنس يتطلب تغيير بعض القوانين والقضاء على الأدوار النمطية التي تقوم على التمييز، ثم أن التمييز على أساس الثروة يفترض إعادة توزيع الثروات بشكل عادل والقضاء على مظاهر الفساد والنهب والاعتماد على مبدأ عدم الإفلات من العقاب في الجرائم الاقتصادية والاجتماعية، واعتبروا إقرار الأمازيغية لغة وطنية ورسمية مكسبا للحركة الديمقراطية والحقوقية يجب النضال من أجل تفعيله في الإعلام والتعليم، وفي ما يتعلق بحماية الحقوق (الصحة، التعليم، السكن، الشغل) خلص التلميذات والتلاميذ إلى أن ذلك يتطلب وجود آليات قانونية ونضالية وميزان قوة لتحقيق الأهداف. هذا، وقد افتتحت أشغال جامعة "بروميثيوس" للتكوين في مجال حقوق الإنسان، والتي اختير لها شعار «مستقبل الشباب رهين باحترام حقوق الإنسان»، وعرفت حضور ممثلي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة بالشرقية والنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية لوجدة أنجاد، إلى جانب مجموعة من الإطارات والفعاليات المدنية والتربوية والسياسية والنقابية وآباء وأولياء التلاميذ ومرافقي المجموعات القادمة من خارج مدينة وجدة، (افتتحت) ببث شريط قصير يعرف بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان والأنشطة التكوينية والإشعاعية التي نظمتها طيلة صيرورتها النضالية منذ ما يناهز 34 سنة، تلته كلمة للجنة المنظمة وكلمة المكتب المركزي للجمعية التي ذكر فيها عضو المكتب المركزي للجمعية الطيب مضمض بأهداف جامعة "بروميثيوس" والمغزى الحقيقي منها المتمثل في إشاعة ثقافة حقوق الإنسان والتعريف بمبادئها وبمعاييرها الكونية وسط التلاميذ والتلميذات لتنمية قدراتهم وتصوراتهم ومعارفهم حول حقوق الإنسان، مؤكدا بأنها تسعى إلى تثبيت قناعات جديدة بالحق وتعميق المسؤولية نحو احترام حقوق الغير والوعي بأهمية الفعل والمبادرة لحماية الحق والدفاع عنه...