انطلقت في مدينة تطوان يوم أول أمس جامعة «برومثيوس « للتربية والتكوين على حقوق الإنسان، والتي تنظم تحت إشراف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجهة الشمال للجمعية. ويستفيد من تكوين هذه الجامعة في مجال حقوق الإنسان، أكثر من 200 تلميذة وتلميذ قدموا من مؤسسات تعليمية لثمان مدن في منطقة الشمال المغربي، كمدينة تطوان، وطنجة، والقصر الكبير، والعرائش، وشفشاون، ووزان، وأصيلة، وإمزورن. تلميذات وتلاميذ من مدن مغربية مختلفة يجتمعون في المدرسة العليا للأساتذة لمدة 5 أيام للتربية والتكوين على حقوق الإنسان. ويقول محمد مسداد، عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تصريح ل «المساء» أن أهداف جامعة برومثيوس «تندرج ضمن اهتمام الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالاشتغال على التربية على حقوق الإنسان، والذي يعتبر رهانا كبيرا بالنسبة لنا باعتباره المدخل وإحدى الوسائل الأساسية للجواب على المفارقة الموجودة في الواقع، والتي هي خطاب متضخم حول حقوق الإنسان، والمصادقة على الاتفاقيات الدولية». ويضيف مسداد أن «الواقع يتميز بانتهاكات حقوق الإنسان، وبالتالي فالتربية على حقوق الإنسان تأتي كجواب على هذه المفارقة التي تميز الوضع الحقوقي بالمغرب والوضع العالمي». وعاينت «المساء» يوم افتتاح جامعة برومثيوس إقبال تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية التأهيلية والثانوية على التربية على حقوق الإنسان، حيث كانت كلماتهم كلها تصب في هذا المجال. ويشير عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن لدى إطاره «أهداف عامة من هذه المسألة، وهي منح دينامية جديدة وخلق أندية لحقوق الإنسان في إطار المهمة التي تندرج ضمن أهداف الجمعية وهي إشاعة حقوق الإنسان والنهوض بها». وتوجد حاليا فرص كبرى متاحة للاشتغال في هذا المجال داخل المؤسسات التعليمية، فلدى الجمعية اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية، كما أن الإمكانيات حاليا متاحة للولوج إلى المؤسسات التعليمية وبالتالي يقول مسداد: «لدينا خطة في هذه الإطار تتضمن تنظيم جامعات، وأيام دراسية وإنجاز دراسات ميدانية، وغير ذلك، وكلها تتعلق بالتربية على حقوق الإنسان، بهدف تحقيق النجاح والتقدم بخصوص رسالتنا بصفة عامة والتي تتلخص في احترام وإقرار حقوق الإنسان بشموليتها». من جهته نوه جمال الدين العمارتي، رئيس فرع جهة الشمال، بخلق نواد للتربية على حقوق الإنسان داخل المؤسسات التعليمة، حيث بلغ عدد النوادي في تطوان 29 ناديا، 25 منهما في المستوى الابتدائي، فيما بلغ عددها في مختلف مدن المغرب إلى 1513 ناد، وهي مبادرة تبقى فريدة من نوعها في المغرب من أجل تكوين وتربية التلميذات والتلاميذ على مبادئ حقوق الإنسان والتوعية في هدا المجال.»هذه ليست التجربة الأولي، فقد واكبنا تجارب عديدة سابقة في تنظيم الجامعات لفائدة التلميذات والتلاميذ في عدد مختلفة من الجهات المغربية، حيث انطلقت في الرباط كتجربة قبل أن يتم تعميمها على مختلف الجهات، كجهة الشرق، والدار البيضاء والجنوب، ثم حاليا في جهة الشمال» يقول محمد مسداد، موضحا أن هذه الدورة تعتبر المرحلة الثانية لجامعة بروميثوس والموجهة أساسا للتلميذات والتلاميذ، كما أن هناك مشروعا آخر موجه لرجال هيئة التعليم، يسمى ابن رشد. تنظمه جامعة بروميثيوس بدعم من الوكالة الكاتالانية للتعاون والتنمية، وبتعاون مع منظمة التضامن والتنمية والسلام، ووزارة التربية الوطنية. ولم يأت إطلاق إسم بروميثيوس على الجامعة من فراغ، فهو وفق الميثولوجيا الإغريقية مثال رائع لكفاح الإنسان الأبدي مدعوما بالفكر والمعرفة والعلم في سبيل الإنعتاق من سجن الخرافة والأنانية وللولوج إلى حياة أكثر تحررا، وأكثر قيمة وأكثر عقلانية.