انطلقت في مدينة تطوان، يوم أول أمس، جامعة «ابن رشد» للتكوين على حقوق الإنسان، والتي تنظم تحت إشراف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجهة شفشاون للجمعية. وسيستفيد من تكوين هذه الجامعة في مجال حقوق الإنسان، أكثر من 200 أستاذة وأستاذ قدموا من مؤسسات تعليمية لثماني مدن في منطقة الشمال المغربي، هي: مدينة تطوان، طنجة، القصر الكبير، العرائش، شفشاون، وزان، أصيلة، والحسيمة. أساتذة يتفرقون في المدن المغربية لكنهم يجتمعون في المدرسة العليا للأساتذة لمدة 8 أيام للتربية والتكوين على حقوق الإنسان. وذكرت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في تصرح ل«المساء»، أن «هذه الدورة جاءت إثر دراسة ميدانية حول تمثل رجال التعليم لحقوق الإنسان، حيث أبرزت هذه الدراسة الحاجة الكبيرة إلى تكوين المعلمين في حقوق الإنسان»، كما أنها تأتي من ناحية أخرى بعد اهتمام الجمعية بحقوق الإنسان و«الذي تجدد بعد 5 أو ست سنوات من أخذنا المبادرة في هذا المجال». وتقول الرياضي إن «رجال التعليم يلعبون دورا كبيرا في التحسيس بثقافة حقوق الإنسان وإشاعتها ونشرها والتعريف بقيمها بشكل عام». وتعتبر دورة جامعة ابن رشد جهة شفشاون، الثانية من نوعها بعد الدورة الأولى التي كانت تحسيسية، فيما ترتكز هذه الدورة على «التكوين المعمق في آلية حقوق الإنسان وتقويته في المؤسسات التعليمية وعن طريق الأندية الحقوقية لمناهضة العنف واللاتسامح». كما أنها، حسب خديجة الرياضي، تأتي من أجل «نشر قيم الحرية والتضامن». وتأتي هذه الدورة استجابة للحاجة التي لمستها الجمعية من خلال دراستها التي سبق وأن أتمت الإشارة إليها، وفي إطار برنامج الجمعية في حقوق الإنسان. وبالتالي «فتواصلنا مع الأساتذة هو فرصة لتشجيعهم من أجل الانتقال لنشر حقوق الإنسان خارج المؤسسات التعليمية كذلك» تستعرض الرياضي في حديثها ل«المساء»، مضيفة أن «أرضيتنا هي التنظيم في خدمة جماهير النضال الحقوقي، حيث نراهن على جميع الفئات، وإن كانت هناك فئات تشكل أولوية لنا نظرا للدور الذي تلعبه في المجتمع بحكم موقعها وعلاقتها مع الشباب والتلاميذ»، مشيرة إلى أنها «لاحظت في السنوات الأخيرة بروز فكر معاد لحقوق الإنسان، فكر يتميز بالعنف واللاتسامح». وعاينت «المساء» يوم افتتاح جامعة ابن رشد إقبال أساتذة المؤسسات التعليمية التأهيلية والثانوية على التربية على حقوق الإنسان، حيث أوضح جمال الدين العمارتي، رئيس فرع جهة شفشاون التابع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن «التجربة هي استكمال للدورة الثانية لجامعة ابن رشد ولما تم إنجازه في الدورة الأولى المنعقدة بمدينة أصيلة سنة 2007»، وخاصة استكمال العدة الحقوقية بالنسبة للأساتذة و تزويدهم بالثقافة الحقوقية التي ستساعدهم في العمل داخل أندية حقوق الإنسان في المؤسسة التعليمية. أما الهدف الثاني الأساسي وفق العمارتي فيتمثل في «الوقوف على تجربة أندية حقوق الإنسان داخل المؤسسات التعليمية على مستوى نقط الضعف والثغرات والسلبيات وكيفية تجاوزها مع سبل النهوض وتفعيل هذه الأندية»، حيث بلغ عدد النوادي في تطوان 29 ناديا، 25 منهم في المستوى الابتدائي، فيما بلغ عددها في مختلف مدن المغرب 1513 ناديا، وهي مبادرة تبقى فريدة من نوعها في المغرب من أجل تكوين وتربية التلميذات والتلاميذ على مبادئ حقوق الإنسان والتوعية في هذا المجال. وأشار العمارتي إلى أن «عملية انتقاء الأساتذة تمت خلال الدورة الأولى حيث أعربوا عن اهتمامهم بالاشتغال على حقوق الإنسان في المؤسسات التعليمية ولكي يساهموا في إنشاء الأندية الحقوقية طبقا للمرجعية الدولية لحقوق الإنسان».