«حالة الطوارئ» التي عرفتها زنقة الأمير عبدالقادر، لمدة ثلاثة أيام الأخيرة، بسبب الأشغال التي عرفتها، وحالة «العطف» الذي حظيت به من طرف السلطات، من خلال توفير «فيالق» من عمال الإنعاش الوطني وشركة النظافة لإنجاز أشغال طال انتظارها لسنوات، والتي تم إنجازها في ظرف قياسي لم يتعد ثلاثة أيام.. لم تكن بسبب اهتمام عادٍ للمسؤولين، ولكن بسبب شعور «حبس الأنفاس» الذي يشعر به مسؤولو الدار البيضاء مع كل زيارة ملكية للمدينة. هذه الوتيرة السريعة، التي عرفتها زنقة الأمير عبد القادر، واكبها حضور لافت للعديد من المسؤولين الذين غادروا مكاتبهم، والتحقوا بالزنقة التي حظيت بعناء تنقلهم لتفقد وتيرة الأشغال من أجل الوقوف على أعمال التزيين والإصلاح وإخفاء الحفر والعيوب، وكأننا أمام مقلب من مقالب الكاميرا الخفية، التي لم يمل مسؤولو الدارالبيضاء من إنتاجها مع كل زيارة ملكية. هكذا تحولت كل جنبات زنقة الأمير عبد القادر، إلى ورش كبير، شارك فيه عمال المقاطعات والإنعاش الوطني، الذين باشروا تحت أعين وتوجيه مسؤوليهم وأعوان السلطة.. مجموعة من الإصلاحات الترقيعية بمختلف الطرق والمحاور الرئيسية المؤدية إلى زنقة الأمير عبد القادر، من إعادة عملية التشوير وتشذيب الأشجار وصباغة واجهات المحلات والمؤسسات الخاصة، ولاسيما القريبة من موقع التدشين الذي يقع بالقرب من المجازر القديمة (الباطوار).. ،إضافة إلى إصلاح المدارالطرقي الذي يربط شارع ابن تاشفين بزنقة الأمير عبد القادر الذي كانت حالته كارثية بفعل حادثة سير عرفها هذا الموقع سابقا، ولم يحظ بالإصلاح إلا مع هذه الزيارة.. حالة التأهب هاته، عاشها كذلك سكان عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، وبالضبط بزنقة تاوريرت، حيث من المنتظر أن يدشن بموقع مدرسة عمر الخيام «مركز إيواء طلبة التعليم العتيق» الذي يدخل في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث تروج حول هذا المشروع أخبار بأن تجهيزات هذا المركز تم استقدامها من «المدرسة العبدلاوية» التي يقطن بها كذلك طلبة التعليم العتيق، والتي تظل محط تساؤل؟.. لكن أفضال المشروع الجديد على ساكنة المنطقة هو الحملة التي قامت بها مصالح النظافة بالعمالة من أجل تنظيف التجمع السكني (التابع للقوات المسلحة سابقا) الذي أصبح مهجورا وتحول إلى مطرح للأزبال وإقامة للمتشردين.. وبفعل الزيارة الملكية تم حل هذه المشاكل مؤقتا، والحد من حالات الاضطراب التي كانت تعيشها المنطقة.. في حين تحول شارع عبد الله بن ياسين بمقاطعة الصخور السوداء، إلى شارع منظم لاتوجد به أية شاحنة، رغم أنه يعد أكبر مرأب للعديد من الشاحنات الكبرى التي اتخذت منه موقعا لها منذ أن كان هناك «مارشي كريو». أما بعين الشق، حيث من المقرر تدشين القاعة المغطاة التي بنيت مكان ملعب «السلك» والخاصة ب«كرة اليد، الكرة الطائرة، كرة السلة »، فقد عرف شارع برشيد إلى شارع 2 مارس وبعض أزقة درب الديوان، أشغالا مكثفة أثارت انتباه الساكنة، حيث تم تزفيت جزء من الشارع إلى مدخل المدرسة الابتدائية ابن المقفع ، وصولا إلى شارع 2 مارس و أيضا عمليات التزيين، بما فيها صباغة واجهات بعض المنازل والأرصفة.. هذه التحركات الاستثنائية، أدارتها وجوه مسؤولين لم تتعود الساكنة على رؤيتها، حيث ظلت حاضرة بالمنطقة، إلى حدود ساعات متأخرة من الليل. كما أن هذه الاصلاحات «الترقيعية» شملت كذلك مختلف الطرق والمحاور الرئيسية للدار البيضاء، من غسل للشوارع وإعادة عملية التشوير وتشجير العديد من المناطق الخضراء وصباغة واجهات المحلات والمؤسسات العمومية والخاصة التي من المقرر أن يعبرها الموكب الملكي في طريقه إلى الجهات التي ستعرف تدشينات لمجموعة من المشاريع. هذه ليست سوى صورة سوداء تريد إفساد فرحة البيضاويين تجاه زيارة الملك. وهذه هي الحقيقة العارية كما عاينها ونعاينها دائما.. وأن هذه اللوحة السوداء التي يشتغل بها المسؤولون بالدارالبيضاء في تدبيرهم للشأن المحلي، تحتاج إلى إرادة حقيقية، لا إلى مسؤولين يرقعون ويتحايلون في أداء مهامهم..