انضمت الساحة الفنية في سورية الى النقاش المحتدم في البلاد حول الثورة بين مؤيد ومعارض لها، اذ أعلن عدد من الفنانين السوريين مواقفهم من الأحداث التي تشهدها سورية، مما يدل على انقسام حاد في هذه المواقف. وقد أسس معارضون سوريون صفحات على ال «فيسبوك» يطالبون المصريين من خلالها بعدم توفير فرص عمل للفنانين المؤيدين للنظام في مصر، وحظر دخول الفنانين السوريين الذين وردت اسماءهم في لائحة أسماء، أطلق عليه المؤيدون للمعارضة السورية اسم «قائمة العار»، حسبما ذكرت شبكة المعلومات السورية. ومن هؤلاء الممثل الكوميدي السوري الأشهر دريد لحام، الذي كان قد أعلن تأييده المطلق للرئيس بشار الأسد، مشددا على ان مهمة الجيش حماية الشعب وتوفير الأمن والاستقرار وليس محاربة إسرائيل، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في صفوف المعارضين للنظام السوري. كما تضم اللائحة الممثلة وفاء سلطان التي جسدت شخصية المطربة المصرية ليلى مراد في مسلسل «قلبي دليلي»، وكذلك الممثلة سلاف فواخرجي التي شاركت في أكثر من عمل مصري تلفزيوني وسينمائي، منها دور المغنية المصرية السورية الأصل أسمهان في مسلسل يحمل اسمها. وورد في اللائحة أيضا أسماء الفنانين باسم ياخور والمخرج باسل خياط ونضال سيجري ومصطفى الخاني الذي ذاع صيته عربيا بعد مشاركته في مسلسل «باب الحارة» وكان من أوائل الفنانين الذين دافعوا عن النظام الرسمي، ولورا أبو أسعد جمال سليمان وأيمن زيدان والليث حجو والفنان السوري الشهير عباس النوري، الذي أعلن منذ اندلاع الأحداث تأييده للإصلاح، مشيرا الى ان تحقيق ذلك لا يتم بالمظاهرات التي تؤدي الى الفوضى وفقاً لتعبيره وإنما بالحوار. وقد قاطع منتجو الدراما السورية القنوات الفضائية التي تبث أنباء وصور تسئ الى النظام الرسمي. وكان عدد من الفنانين قد أصدروا بيانات متناقضة حول مواقفهم من الأحداث الدائرة في سورية، منهم وفيق الزعيم ومها المصري ورئيسة نقابة الفنانين فاديا خطاب، الذين توجهوا لزيارة الجنود المصابين في مستشفى تشرين، حيث وجهت شتائم لهم، وطلب الطاقم الطبي منهم مغادرة المستشفى فورا بحسب ما ذكرته بعض المواقع، والكف عن ممارسة «الإنسانية المزيفة التي يحاولون إقناع الناس بها»، كما شدد بعض الأطباء على ان هؤلاء الفنانين «لا يمثلون إلا أنفسهم». وفي المقابل ثمة شريحة واسعة من مشاهير الفنانين السوريين عبّرت عن دعمها لمن وصفتهم بالثوار، منهم الفنانة منى واصف، والدة المعارض السوري المقيم في الخارج عمار عبد الحميد، وكذلك كندة علوش ويارا صبري وماهر صليبي والمخرجة رشا شربتجي ابنة المخرج هشام شربتجي الذي اتخذ موقفا مغايرا. وأيضا المغنية أصالة، وقد تم اختراق موقعها من شباب ضد موقفها المساند للأحداث في سوريا، تعبيرا عن موقفهم الداعم للرئيس بشار الأسد. وقد أصدر هؤلاء بياناً دعوا من خلاله السلطات الى تأمين الغذاء والمواد الضرورية «لدرعا المحاصرة»، وهو ما وصفه المؤيدون للنظام لاحقا ببيان الحليب، ودفع بالممثل زهير عبد الكريم الى تخوين كل من وضع اسمه على هذا البيان، مطالبا بإسقاط الجنسية السورية عن زملائه، كما أسفر ذلك عن موقف اتخذه المنتجون السوريون يقضي بمقاطعة كل من أيد المعارضة. ولم تمض أيام قليلة حتى أعلن عدد من الموقعين على «بيان درعا» تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد، مع الإشارة الى انهم «تأثروا بالإعلام المحرض والكاذب». ومن بين مواقف الفنانين المتناقضة والتراجع عنها بدا موقف المخرج أحمد إبراهيم أحمد معتدلا، اذ عبر عن قناعته بأن الهدف من كل هذه البيانات «نبيل»، رافضا مبدأ التخوين وان كان لا يتفق مع «بيان درعا». أما كاتب السيناريو نجيب نصير في لقاء مع صحيفة «الأخبار» اعتبر انه من الخطأ الزج بالفنانين في الأحداث الدائرة، اذ لا يفترض لهم ان يكونوا محللين سياسيين.