لم يكن الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، المسماة ب»إيض يناير» من قبل الجالية المغربية المقيمة بهولندا هذا العام مجرد احتفال عادي للالتقاء ولم الشمل وتبادل الأمنيات، بل كان أيضا فرصة لتعزيز قيم التضامن والمشاركة. وبالفعل، فقد تم تخصيص عائدات الحفل الكبير، الذي نظم السبت الماضي لتخليد هذا الحدث، بمبادرة من جمعية «أصوات الشباب المغاربة في هولندا» لتجهيز مركز للولادة بالجماعة القروية قاسيطا بإقليم الناظور، الذي ينحدر منه جزء كبير من المغاربة المقيمين بهولندا. وبهذه المناسبة، أكد رئيس الجمعية، مصطفى باربوش أن الغاية من هذه المبادرة هو السعي لتحقيق الفائدة لمنطقة ينحدر منها غالبية أعضاء الجالية المغربية المقيمة بهولندا، مضيفا أن الهدف هو إرساء تقليد جديد للتضامن إبان الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، يخدم الأنشطة الخيرية الموجهة للمغرب، ومنطقة الريف على وجه الخصوص. وأشار مصطفى باربوش إلى أن هذه المبادرة التي استأثرت باهتمام أعضاء الجالية المغربية في هولندا، تهدف إلى تزويد مركز الولادة بسيارة إسعاف ومعدات طبية للمساعدة على تحسين ظروف الاستقبال داخل هذه المؤسسة الطبية، معتبرا أن نجاح هذه الأمسية سيكون «قاطرة حقيقية لجعل (إيض يناير) مناسبة احتفالية في خدمة التبادل والتضامن». وفي ما يتعلق بالاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2963، أشار باربوش إلى أنها تشكل فرصة مثالية للتعريف بالهوية الوطنية والثقافة واللغة الأمازيغية في هولندا. وقال «نحن نريد أن نثبت للهولنديين بأن لدى الشعب المغربي ثقافة غنية ومتجذرة في عمق التاريخ». وقد شارك في العروض التنشيطية لهذه الأمسية، التي احتضنتها قاعة امتلأت عن آخرها، فنانون ريفيون في مجال الغناء والكوميديا. ويتعلق الأمر على الخصوص، بمجموعة تواتون وأوفرين أزروالي ومصطفى أيناض. وبهذه المناسبة أشاد فاعلون بهذه المبادرة الرامية إلى تعزيز الثقافة والهوية الأمازيغية، خاصة بعد اعتماد الدستور الجديد الذي نص على أن الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية. وذكروا بأن الاحتفال ب»إيض يناير» يوم 12 يناير من كل سنة، يحدد بداية الموسم الزراعي لدى الأمازيغ، ويعكس ارتباطا خاصا بالأرض، على اعتبار أن هذا الحدث ارتبط على الدوام بالنشاط الزراعي، موضحين أن «إيض يناير» لدى الأجداد كان مناسبة للالتقاء ولم شمل الأسر قبل أن يصبح اليوم حدثا يلتقي خلاله الأمازيغ عبر العالم للاحتفال سنويا بخصوصياتهم. يشار إلى أن جمعية «أصوات الشباب المغاربة في هولندا» تضم الشبان المغاربة البالغة أعمارهم أقل من 30 سنة، وينشطون في مجالات مختلفة، خاصة السياسية والاجتماعية والثقافية منها.