تتطلّع الدول العضوة في التجمع الأفريقي لدول الساحر والصحراء إلى الاجتماع المقبل ل«سين-صاد» في نجامينا، تشاد، في يناير الجاري، حيث يُرجَّح أن يواصل المغرب خطواته المدروسة لتسلّم قيادة التجمّع. وحسب «بنجامين ب. نيكلز»، أستاذ مساعد في مادّة التهديدات العابرة للأوطان ومكافحة الإرهاب في مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجي، فإن من شأن قيادة «تجمّع دول الساحل والصحراء» أن تتيح للرباط الانخراط في منطقة، حيث لديها مشاغل أمنية عميقة ومباشرة. يردّد المسؤولون المغاربة باستمرار أن الجنوب والجنوب الشرقي هما مصدران أساسيّان للمخاوف، ولاسيما صعود التهديدات العابرة للأوطان. تنتشر في الساحل الحدودي الهجرة غير الشرعية، والاتّجار غير المشروع بالسلاح والبشر؛ كما أنه يشكّل ملاذا ل«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ومجموعة متكاثِرة من الجماعات المسلّحة التي تستخدمه مسرحا لعمليّاتها. لاشك في أن هذه التحدّيات تلقي بثقلها على المغرب، فيما يستقرّ مزيد من المهاجرين غير الشرعيين في البلاد، ويتفشّى الاتجار غير المشروع أكثر فأكثر في أوساط الشباب الصحراوي، وتواجه المدن الكبرى والمعالم السياحية خطر التعرّض إلى مزيد من الهجمات الإرهابية الإسلامية. وقد اتخذ المغرب في يونيو الماضي، الخطوة الأولى التي تمثّلت باستضافة اجتماع ل«تجمّع دول الساحل والصحراء» يهدف إلى إعادة إحيائه وتحويل تركيزه نحو الأمن. من شأن الاجتماع المقبل في نجامينا أن يكشف المزيد عن النوايا المغربية وآفاق تجمّع «سين - صاد» وتوجّهاته.