افتتحت مساء أول أمس أشغال جامعة مارغا التي تنظمها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفضاء المدرسة الوطنية المعدنية بالرباط، على مدى أربعة أيام من 9 إلى 13 يناير لفائدة الأساتذة الباحثين المنتمين لمختلف الجامعات المغربية، بهدف نشر ثقافة حقوق الإنسان والقيم والمبادئ الكونية المرتبطة بها، سواء في فضاء الجامعة أو داخل الأوساط الطلابية. ويبلغ عدد المشاركين في هذا المشروع الذي تقوده الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبدعم من سفارة هولندا بالمغرب، 750 أستاذا وأستاذة من بينهم على الأقل 30 في المائة من النساء، ينتمون الى 13 جامعة مغربية، وتعتبر جامعة مارغا هي الانطلاقة الأولية للمشروع، حيث سيعرف مشاركة 100 أستاذ وأستاذة باحثة ينتمون للجامعة والمعاهد العليا بالرباط. وتتوخى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من هذا المشروع وجامعة مارغا، إشاعة حقوق الإنسان والتعريف بمعاييرها ومبادئها الكونية ونشرها داخل الجامعة المغربية وفي أوساط نخب تشغل على المنظمة التعليمية والتربوية والتكوينية ببلادنا، والتي لها أدوار حاسمة في بناء وتكوين الإنسان المغربي المطلوب فيه بالأساس أن يكون متشبعا بالقيم النبيلة، ومقتنعا بحرية التعبير والحوار الديمقراطي كوسيلة حضارية للوصول إلى اتفاقات، إنسانا نابذا للعنف وكل السلوكات الاقصائية والتهميشية للرأي الآخر واحترام حقوق الطلبة والأساتذة والحق في الاختلاف، والعمل من أجل سيادة حقوق الإنسان، وليحمل جيل الشباب مشعل نشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع. واستدعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عددا من الفعاليات الحقوقية الدولية والوطنية المنتمية لمنظمات حقوقية، من اجل تأطير عدد من الندوات لتكوينية والورشات المبرمجة في جامعة مارغا، والتي ستهم مواضيع مرتبطة بحقوق الإنسان ومبادئها الكونية والمعايير الدولية، تاريخ حقوق الإنسان وآفاقها، عولمة حقوق الإنسان، التربية على حقوق الإنسان ، الحقوق السياسية والمدنية في المفهوم العالمي والوطني ... واعتبرت خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن هذه الجامعة ستساهم بقدر كبير في إشاعة ثقافة حقوق الإنسان، وإذكاء روح الحوار ونبذ العنف داخل أوساط الجامعة، مذكرة في هذا الصدد، بأن الجمعية من الإطارات الوطنية التي ساهمت في الخطة الوطنية للنهوض بثقافة حقوق الإنسان التي عمل عليها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في 2004، لكن مع الأسف بقيت هذه الخطة على الرفوف دون تفعيل أو تنزيل. وشددت على أن جامعة مارغا التي أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى مرصد علمي متميز بمدينة مارغا بإيران الذي أنتج عدة انتاجات علمية وفكرية قيمة، هي همزة وصل بين الجامعات التكوينية التي قامت بها الجمعية في سنة 2012 والتي همت 200 طالب وطالبة جامعية في وجدة و 1264 آخرين بمختلف المدن المغربية، بالإضافة الى 400 طالب وطالبة بجامعة طنجة فضلا عن مشروع آخر متنقل خاص بالأطفال الصغار في مجال التربية على حقوق الإنسان. ومن جهته عبر عبد الحفيظ الدباغ الكاتب العام لوزارة التعليم العالي عن دعم كل المبادرات التي تقوم بها الجمعية في إطار نشر ثقافة حقوق الإنسان من خلال الشراكة مع الوزارة، والتزم الدباغ نيابة عن وزير التعليم العالي بإعادة توقيع اتفاقية جديدة في هذا الإطار.