استبشر سكان مدينتي المحمدية وبنسليمان خيرا عند تدشين المطرح الجديد للنفايات ، والذي تقدر التكلفة الإجمالية لإنجازه ب 160 مليون درهم. ويستقبل هذا المطرح، ما تنتجه مدينة المحمدية والجماعات الخمس التابعة لها، ومدينة بنسليمان وبوزنيقة وجماعة المنصورية، والمقدر بأزيد من 135 ألف طن من النفايات سنويا. وحسب مصممي المطرح الجديد، الذي تقدر طاقته الاستيعابية ب 400 طن يوميا، فقد شيد على مساحة 47 هكتارا، وسيوفر مزايا عديدة، خصوصا في ما يتعلق بعملية تخزين النفايات ، وتوفير فضاء لاستقبال العصارة ومعالجتها، والتي يمكن أن تلحق، في حال عدم معالجتها بشكل ملائم، ضررا بالغا بالفرشة المائية. وكما كان منتظرا ، أن يساهم مطرح النفايات ، كبنية حديثة تعتمد تقنية عالية واحترافية على مستوى الجمع والنقل والمعالجة، في حماية الأنظمة البيئية من تربة ومياه جوفية ومياه البحر والغطاء النباتي والهواء. الذي تسهر على تسييره شركة أجنبية، في ضمان مستقبل بيئي واقتصادي، وتنمية مستديمة بالمنطقة، وكذا خلق مناصب شغل قارة، وتشجيع الاستثمار السياحي. لكن عكس ماكان متوقعا، فقد قام سكان المنطقة وآباء و أولياء تلاميذ المدارس المجاورة بتوجيه عدة شكايات إلى الجهات المسؤولة يطالبون فيها المسؤولين بالتدخل لوضع حد لمعاناتهم جراء تردي الوضع ، حيت لوحظ انتشار الأزبال طول الطريق وتسببها في تلويث المنطقة المجاورة.و ساهم تناثر الأكياس البلاستيكية التي أصبحت تغطي المحيط المجاور على نطاق واسع ، في تشويه جمالية المنطقة وأصبح منظرها متسخا تشمئز منه الأنظار، خصوصا أن مطرح النفايات المشار إليه يوجد في موقع استراتيجي جد حساس، حيث تتواجد بالقرب منه مجموعة من المدارس ومطار حيث تحلق الطائرات فوقه ومن مدى قريب! وهذا خطأ لايقع فيه إلا مهندسون ومسؤولون لا يرون أبعاد مشروع ما ، بالإضافة إلى وجوده بالقرب من عدة دواوير سكنية ، مما ألحق أضرارا كبيرة بهم وبممتلكاتهم وبماشيتهم و أصبحت صحة وسلامة القاطنين بالمنطقة مهددة في كل وقت وحين بسبب استنشاقهم الدائم والمستمر للروائح الكريهة والملوثة المنبعثة من المزبلة ، مما تسبب في إصابة بعضهم بأمراض الجلد والحساسية وأمراض العيون وخاصة الأطفال وتلاميذ المدارس التي توجد على بعد أمتار قليلة منه والتي عبر بعض العاملين بها عن تذمرهم واستيائهم من تردي الوضع البيئي بمحيط المطرح الذي خلق لهم معاناة كبيرة أثناء تأديتهم لواجبهم المهني وأصبحت الحشرات والروائح الكريهة المنبعثة من المزبلة تغزو قاعات الدروس باستمرار، لدرجة أصبحت فيها الظروف والشروط التربوية غير متوفرة مما يضطر معه الأساتذة إلى غلق الأبواب والنوافذ بشكل دائم و مستمر حفاظا على صحتهم وصحة التلاميذ، بالاضافة إلى عدم احترام دفتر التحملات، من احترام الشاحنات لمعايير الشحن وعدم سلوك الطريق المحدد سلفا، وعدم غسلها بعد الافراغ، وتزايد حوادث السير، وتدهور حالة الطريق، انتشار الكلاب الضالة... أمام هذا الوضع البيئي المتدهور، أصبح من المفروض على المسؤولين بإقليم بنسليمان و الوزارة الوصية التدخل، والعمل على التفكير بشكل جدي في إيجاد حل عاجل لمشكل التدهور البيئي الذي تفاقم كثيرا بمحيط مطرح النفايات، والمعانات اليومية للساكنة.