في سابقة خطيرة في مجال إهانة موظف و هو يزاول واجبه المهني أقدم رئيس تعاونية فلاحية يوم الجمعة 28 دجنبر الأخير على الاعتداء على رئيس مصلحة الإعانات و التحفيزات ( مهندس دولة) بالمديرية الإقليمية للفلاحة ببنسليمان و صفعه على وجهه بملف كان يحمله المعتدي مهددا إياه بأنه سيطرده من العمل و موجها له كل أنواع السب و الشتم. حدث ذلك أمام أنظار بعض الموظفين و أمام أنظار المدير الإقليمي الذي لم يحرك ساكنا لحماية الموظف. مما دفع بالمعتدى عليه إلى مطالبة رئيسه بالاتصال برجال الأمن ودعوتهم للنظر في هذه النازلة لكن المدير الإقليمي رفض ذلك فاضطر رئيس المصلحة إلى ربط الاتصال بالشرطة قبل أن يلوذ المعتدي بالفرار الذي شوهد و هو يركب سيارته و يريد الهروب لكن تم منعه من طرف المشتكي بعد إغلاق باب المديرية الإقليمية فغير المعتدي وجهته و ترجل و توجه إلى الباب الخلفي و حاول الهروب بمساعدة أحد الأشخاص لكن رجال الأمن حلوا في تلك اللحظة و أرغموه على مرافقتهم إلى مخفر الشرطة بمعية المعتدى عليه حيث تم تحرير محضر في الموضوع و أخلي سبيل الجميع. هذا الفعل الشنيع الذي صدر من طرف رئيس التعاونية الفلاحية و هو بالمناسبة رئيس اتحاد التعاونيات الفلاحية ببنسليمان خلف استنكارا واسعا في صفوف الموظفين الذين حرروا عريضة تضم 33 توقيعا يدينون فيها بشدة الاعتداء و الضرب الذي تعرض له زميلهم بمصلحة الإعانات و التحفيزات و يطالبون فيها من الإدارة إقليميا و جهويا و من الوزارة حماية الضحية و حمايتهم من لوبيات الفساد التي تكالبت على المديرية بتواطؤ مع المسؤولين و تعدت الحدود حتى أصبحت تكيل للموظفين كل أشكال السب و الشتم و حتى التعنيف الجسدي في تطور مثير فاق كل الحدود و التوقعات لم تشهده المديرية من قبل. و عن أسباب هذا الاعتداء صرح المعتدى عليه ل»الاتحاد الاشتراكي« بأنه في اليوم المشار إليه أعلاه كان يتواجد بمكتبه فإذا به يسمع أحد الأشخاص و هو يصرخ في وجه إحدى الكاتبات بنفس المصلحة فتبين أنه فلاح يصر على الدخول إلى الشباك الوحيد المخصص لملفات الإعانات الفلاحية علما أن هناك منفذ بالشباك خاص بالفلاحين لقضاء أغراضهم, لكنه رفض ذلك و اقتحم الشباك فما كان على رئيس المصلحة و موظف آخر كان يتواجد بعين المكان إلى مطالبته بالخروج من الشباك و التوجه معهما إلى المكتب للنظر في مشكله غير أن الفلاح بدأ يصرخ و يحتج بأعلى صوته ببهو المديرية و بالقرب من مكتب المدير الإقليمي الذي خرج بمعية رئيس اتحاد التعاونيات الذي كان يتواجد معه فادخلا الفلاح إلى مكتب المدير دون الاستماع إلى رئيس المصلحة و عند خروجهم توجه رئيس التعاونية الفلاحية إلى الموظف بالسب و الشتم و الصفع على وجهه. تواجد المعتدى عليه بالمديرية الإقليمية بتزامن مع إصرار الفلاح على اقتحام الشباك الوحيد اعتبره المشتكي سيناريو محبوكا نسجه المدير و رئيس اتحاد التعاونيات و الفلاح للنيل من بعض الموظفين و خاصة رئيس المصلحة المذكور الذي لم يساير المدير الإقليمي في مخططاته الرامية إلى تمرير بعض الملفات في مجال الإعانات دون احترام المساطر القانونية حيث تبين أن هناك خروقات مسطرية خاصة بالإعانات المقدمة للفلاحين بخصوص الاستثمارات في المجال الفلاحي في إطار مخطط المغرب الأخضر و التي على إثرها حلت لجان من المديرية الجهوية للفلاحة بسطات و أنجزت تقارير في الموضوع تم توجيهها إلى الإدارة المركزية الشيء الذي لم يستسغه المدير الإقليمي و اعتبر رئيس المصلحة المشار إليه هو من قام باستدعاء اللجان فما كان عليه إلى تهيئ سيناريو للضغط عليه و النيل منه. و هذه ليست هي المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الواقعة بالمديرية الإقليمية فقد سبق لأحد الفلاحين يقطن بجماعة الزيايدة أن احتج بقوة و مزق ثيابه أمام أنظار المدير الإقليمي احتجاجا على هزالة الدعم الممنوح له حيث وجه شكاية في الموضوع إلى المديرية الجهوية موقع و مصادق عليه و حلت أيضا لجنة تحقيق خاصة بملفه وتقول بعض المصادر أنها وقفت بالفعل على الخروقات التي شابت ملف الفلاح بعد الاستماع إليه و معاينة قطعته الأرضية بعين المكان حيث تم إنجاز تقرير في الموضوع. بالإضافة إلى ذلك فإن المدير الإقليمي يستعمل الشطط في السلطة في حق بعض الموظفين مما دفع بأحدهم إلى تنظيم اعتصام يوم الخميس 27 دجنبر أمام باب الإدارة للتنديد بما يتعرض له من تهديد و ترهيب و حرمانه من حقوقه المهنية. ما يقع بالمديرية الإقليمية للفلاحة ببنسليمان يبين بالملموس أن هناك تسيبا كبيرا و فوضى عارمة تسود بهذا المرفق العمومي و أن رائحة الفساد بدأت تفوح منها و بطلاها المدير الإقليمي الذي يدعي في كل وقت و حين أنه مسنود من طرف وزير الفلاحة الذي تربطه به علاقة قبلية و انتماء حزبي و بتواطؤ مع رئيس اتحاد التعاونيات الفلاحية ببنسليمان الذي حسب بعض الفلاحين و الموظفين أصبح هو الكل في الكل في تسيير شؤون المديرية الإقليمية للفلاحة حيث أصبح المدير يأتمر بأوامره و هو ملازم له أينما حل و ارتحل لأسباب لا يعرفهما إلا هما معا حتى أصبح البعض لا يفرق ما بين من هو المدير الحقيقي و الفعلي و رئيس التعاونيات الفلاحية مما يتطلب من المسؤولين مركزيا إيفاد لجان للتحقيق و التقصي في ملف الإعانات الفلاحية و في بعض الملفات الأخرى التي تعرف بعض الخروقات و الاختلالات. و على إثر الاعتداء الشنيع الذي تعرض له الموظف بمديرية الفلاحة أصدر المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببنسليمان بيانا استنكاريا يدين فيه بشدة جريمة الاعتداء و لأسلوب البلطجة الذي انتهجه المعتدي بدعم مكشوف و بمباركة من المدير الإقليمي للفلاحة الذي حسب البيان جيش زمرة من الانتهازيين الذين اعتادوا الانتفاع بقضايا و هموم الفلاحين المستضعفين حيث طالب بيان الجمعية من الجهات المعنية و المسؤولة بإنصاف المعتدى عليه و اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المدير الإقليمي باعتباره هو المسؤول عن حالة التسيب التي أصبحت تعيشها المديرية الإقليمية منذ مجيئه، كما طالب بفتح تحقيق نزيه و عادل في الإعانات و الشعير المدعم و ميزانية ما يعرف بمخطط المغرب الأخضر.